كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

الدين الذي هو الجزاء؛ لأنه إنما فسر به: {يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [الماعون: 1].
وفي تفسير السجدة: "إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لأهْلِ الإِخْلَاصِ دَيْنَهُمْ" كذا للأصيلي، وللكافة: "ذُنُوبَهُمْ" (¬1) (وهو الصواب) (¬2).
قال ابن قرقول: وهذا وهم من القاضي، وإنما رواية الأصيلي: "ذَنْبَهُمْ" على الإفراد، فتصحف للقاضي.
وفي الفطر في صوم التطوع: "أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقَالَ: أَدِّيهِ" كذا لبعض الرواة، وللكافة: "أَرِينِيهِ" (¬3) وهذا هو الأظهر، وللأول وجه.
قلت: وعندي أن الأول تصحيف من القاضي أبي الفضل، إنما هو: "أَدْنِيهِ" أي: قربيه (¬4)، فلحن الراوي في إسقاط الياء واعتقد جزمه فحذفها، فجاء بعده من أراد أن يقيم الإعراب فأبدل النون ياءً وشدد الدال.
وفي الديات: "في فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ" (¬5) كذا للأصيلي وأبي ذر وابن السكن (وبعض رواة الأصيلي) (¬6)، وعند غيرهم: "ذَنْبِهِ" وكلاهما له وجه، والأول أوجه عندي.
¬__________
(¬1) البخاري قبل حديث (4816).
(¬2) ساقطة من (د، أ، ظ).
(¬3) مسلم (1154/ 170) من حديث عائشة.
(¬4) في (س): (قربه).
(¬5) البخاري (6862) من حديث ابن عمر.
(¬6) ساقطة من (د، أ)، وفي "المشارق" 2/ 233: (القابسي) بدلًا من (الأصيلي).

الصفحة 60