كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

الذال مع الراء
" مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ" (¬1) كله بمعنىً واحد.
و"ذَرَارِيُّ المُشْرِكِينَ" (¬2): نساؤهم وأبناؤهم، ومنه: "وَلَا تَقْتُلُوا ذرِّيَّةً" (¬3) الكل بمعنى: العيالات: النساء والصبيان، وأصل الذرية: النسل، مأخوذ من ذرأهم أي: خلقهم.
قال ابن دريد: ذرأ الله الخلق ذروًا، كان أصله الهمز فتركت العرب همزه، وكذلك الذرية (¬4).
وقال الزبيدي: أصله النشر من ذَرَّ. قال غيره: أصله من الذر، فُعلية منه؛ لأن الله خلقهم أولًا أمثال الذر، فلا أصل له في الهمز.
و"الذُّرَةُ" (¬5) في الزكاة بضم الذال وفتح الراء مخففة، من القطاني، وهو الْجَاوَرْس، وقيل: الْجَاوَرْس هو الدخن، ومثله: "مَما يَزِنُ ذُرَةً" وهو تصحيف، صوابه: "ذَرَّةً" (¬6) يعني: نملة صغيرة. وقيل: الذرة واحدة الذر، وهو الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس مثل رؤوس الإبر، وروي عن ابن عباس أنه قال: "إِذَا وَضَعْتَ كفَّكَ عَلَى غُبَارٍ ثُمَّ رَفَعْتَهَا فَقَبَضْتَهَا فَمَا سَقَطَ مِنْ ذَلِك الغُبَارِ فَهُوَ الذَّرُّ"، وحكي أن الذرة جزء من خردلة،
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 951.
(¬2) البخاري (1384)، مسلم (2659) من حديث أبي هريرة، ومسلم (1745/ 27) من حديث الصعب بن جثامة.
(¬3) رواه ابن حبان 11/ 110 (4789)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 222.
(¬4) "جمهرة اللغة" 2/ 695.
(¬5) "الموطأ" 1/ 272، والبخاري قبل حديث (1448)، ومسلم (2001/ 71).
(¬6) مسلم (193/ 325).

الصفحة 71