الذال مع الكاف
قوله: "فَمَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا" (¬1) قال أبو عبيد: ليس من الذكر بعد النسيان، بل معناه قائلًا له، كقولك: ذكرت لفلان حديث كذا، أي: حكيته له، كأنه يقول: لم أفعل ذلك من قِبَلَ نفسي ولا حاكيًا عن غيري.
وقوله: "فَإِذَا ذَكرَنِي في مَلَإٍ ذَكرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ" (¬2) يحتمل أن يكون على ظاهره تشريفًا له، أو ذِكره بالثناء عليه وقبول عمله والرحمة له.
وقوله تعالى: " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] " (¬3) ويروى: لِلذِّكْرى (¬4). قال الحربي: للذكر ستة عشر وجهًا: الطاعة، وذكر اللسان، وذكر القلب، والإخبار، والحفظ، والعظمة، والشرف، والخير، والوحي، والقرآن، والتوراة، واللوح المحفوظ، واللسان، والتفكر، والصلوات، وصلاة واحدة. قال أبو الفضل: وقد جاء بمعنى التوبة، والغيب، والخطبة (¬5).
قوله: "فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ" (¬6)، و"فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ" (¬7) على التأكيد،
¬__________
(¬1) البخاري (6647)، مسلم (1646) من حديث عمر.
(¬2) البخاري (7405)، مسلم (2675) من حديث أبي هريرة.
(¬3) البخاري (597)، مسلم (684) من حديث أنس، ومسلم (680) من حديث أبي هريرة.
(¬4) عزاها ابن خالويه في "مختصر في شواذ القرآن" ص 90 لابن مسعود، وكذا ابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 275 وزاد عزوها لأبي بن كعب وابن السميفع.
(¬5) "المشارق" 2/ 243.
(¬6) البخاري (6732)، ومسلم (1615) من حديث ابن عباس.
(¬7) "الموطأ" 1/ 257.