كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

وقيل: احتراز من الخنثى. وقيل: تنبيهًا على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السنن، وعلى معنى اختصاص الرجال بالتعصب للذكورية (¬1) التي لها القيام على الإناث، وقيل في الزكاة؛ لأن الولد يقع على الذكر والأنثى، ثم قد يوضع الابن موضع الولد فيعبر به عن الذكر والأنثى، فعينه بـ: "ذَكَرٍ"؛ ليزول الالتباس. وقيل: لأن: (ابْنُ) يقال لذكر بعض الحيوانات وأنثاه، كابن آوى، وابن قرة، وابن عرس، فرفع الإشكال بذكر الذكورية.
قوله: "أَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا" (¬2) بالفتح والمد عند العذري، والمعروف في شدة حر النار القصر؛ إلَّا أن أبا حنيفة ذكر فيه المد، وخطأه فيه علي بن حمزة، يقال: ذكت النار تذكو ذكًا وذكوًا، ومنه: ذكا الطيب: انتشار ريحه، وأما الذكاء ممدود: فتمام الشيء (¬3)، وذكاء القلب.
قوله لجابر حين ذكر له خبر نكاحه الشيب واعتذاره: "فَذَاكَ" (¬4) أي: فذلك صواب أو رأي.
¬__________
(¬1) في (د، ظ، أ): (بالذكورية).
(¬2) البخاري (806)، مسلم (182) من حديث أبي هريرة.
(¬3) في هامش (س): قلت: صوابه: تمام السن، يقال: ذكى الغلام ذكاء.
(¬4) مسلم (715/ 54) من حديث جابر بن عبد الله.

الصفحة 75