كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

قوله: "يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ" (¬1)، و"ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ" (¬2)، و"ذِمَّتَكَ" (¬3)، أي: ضمان الله وضمان رسوله، وضمانك. يقال: ذمام وذِمة وذَمامة ومذمة وذم، ويقال: الذمة: الأمان. وقيل: العهد.
قوله في موسى: "فَأَصَابَتْهُ مِنْ صَاحِبِه - يَعْنِي: الخِضْرَ عليه السلام - ذَمَامَة" (¬4) قيل: استحياء. وقيل: من الذمام. قال ذو الرمة:
..... أو تُقْضَى فِمامَةُ صاحِبِ (¬5)
وفي حديث ابن صياد: "فَأَصابَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ" (¬6) الأشبه أن تكون الذمامة هاهنا بمعنى الذم الذي هو لوم. قال صاحب "العين": ذممته ذمامة، يعني: لمته ملامة. ويشهد لهذا قول الخضر -عليه السلام-: " {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 78] (¬7)، وقول (¬8) ابن صياد للآخر حين لامه على اعتقاده فيه.
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (2751)، وأحمد 2/ 192 و211، والبيهقي 6/ 335 من حديث عبد الله بن عمرو. ورواه أبو داود (4530، والنسائي 8/ 19 - 20، وأحمد 1/ 119 و 122، والنسائي في "الكبرى" 4/ 217 - 220 (6936 - 6948) من حديث علي. وفي الباب عن غيرهما، وصححه الألباني في "الإرواء" (2208).
(¬2) البخاري (391) من حديث أنس، و (1392) عن عمر، و (3180) من حديث أبي هريرة، ومسلم (1731) من حديث بريدة.
(¬3) البخاري (2297)، ومسلم (1731) من حديث بريدة بن الحصيب.
(¬4) مسلم (2380) من حديث ابن عباس.
(¬5) "ديوان ذي الرمة" ص 41:
(تَكُنْ عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها ... بِها الأَجْرَ أو تُقْضَى ذِمامَةُ صاحِبِ).
(¬6) مسلم (2927/ 90) من حديث أبي سعيد الخدري، وفيه: "وَأَخَذَتْنِي مِنْهُ ذَمَامَةٌ".
(¬7) البخاري (122)، مسلم (2380) من حديث ابن عباس.
(¬8) في (س): (وقال).

الصفحة 78