كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 3)

وَالنُّعُوتِ" (¬1) يريد: الصفات، ففرق في العبارة بينهما على طريق المتكلمين، وأما قوله في الحديث: "ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ (¬2) ذَاتَ لَيْلَةٍ" (¬3) فقد استعملت العرب ذلك بالتاء وبغير تاء، قالوا: ذا يوم وذا ليلة، وذات يوم وذات ليلة، وهو كناية عن يوم وليلة، كأنه قال: رأيته وقتًا أو زمانًا الذي هو يوم أو ليلة، وأما على التأنيث فإنه قال: رأيته مدة التي هي يوم أو ليلة ونحوها. قال أبو حاتم: كأنهم أضمروا مؤنثًا، وكذلك قولهم: قليل ذات اليد، أي: النفقة والدنانير والدراهم التي هي ذات اليد، أي: في ملك اليد. ومنه قوله: "وَأَرْعَاهُ (¬4) عَلَى زَوْجٍ في ذَاتِ يَدِهِ" (¬5) أي: ما في يده، وهي هاهنا مضافة على ما تقدم، و"ذَاتَ بَيْنِهِم" من هذا، أي: الذي هو وصلهم وألفتهم، والبين: الوصل والألفة.
قوله: "وَذَلِكَ في ذَاتِ الإِلَهِ" (¬6) كما تقول: لوجه الله، أو في الله، لا لغيره من الأعراض (إلَّا بحقه) (¬7) وعبادته.
قوله: "كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ذَيْتَ وَذَيْتَ" (¬8) بفتح الذال، مثل كذا وكذا، عبارة عن أمر مبهم.
¬__________
(¬1) البخاري قبل حديث (7402)، وفيه: (مَا يُذْكَرُ).
(¬2) في (س، أ): (و).
(¬3) البخاري (7402)، مسلم (2189) عن عائشة.
(¬4) في (س، أ، ظ): "وَأَحْنَاهُ"، والمثبت من (د)، وهو الموافق لما في الصحيحين.
(¬5) البخاري (3434)، مسلم (2527) من حديث أبي هريرة.
(¬6) البخاري (3045) من حديث أبي هريرة.
(¬7) في (س): (بحقه).
(¬8) مسلم (682) من حديث عمران بن حصين.

الصفحة 87