كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي - الرشد (اسم الجزء: 3)

3652 - حَدثنا ابن سعيد، حَدثنا جعفر بن مُحمد بن حسين بن حازم، قال: حَدثنا إبراهيم بن مُحمد الرماني أَبو نجيح، قال: سمعتُ حسن بن زياد يقول: سَمعتُ أبا حنيفة، وسئل: من أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيتُ أحدًا أفقه من جعفر بن مُحمد، لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلي فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن مُحمد، فهيء له من مسائلك تلك الصعاب، قال: فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أَبو جعفر فأتيته بالحيرة فدخلت عليه، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت وأذن لي، فجلست ثم التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عَبد الله، تعرف هذا؟ قال: نَعم، هذا أَبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك، سل أبا عَبد الله، فابتدأت أسأله قال: فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، ورُبما تابع أهل المدينة، ورُبما خالفنا جميعًا، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم منها مسألة، ثم قال أَبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.

الصفحة 69