كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وأبو القاسم المَلاحي. وحَدّثنا عنه شيخَنا أبو الحَسَن الماقريَّ الكَفيفَ (¬1) رحمه الله.
وكان محدثًا مُكْثِرًا ثقةً ضابطًا، عاقدًا للشُّروط مُبرِّزًا في العدالة، زَكِيًّا فاضلًا، بارعَ النَّظْم والنَّثر، رائقَ الخَطّ قوِيَّه، وله: "رَدٌّ على ابن غَرسِيّةَ اللَّعينِ في رسالتِه الشُّعوبيّة"، وغيرُ ذلك من المُنشَآت، واستُقضيَ بقَصْرِ كُتَامةَ.
حدَّثني الشّيخُ الحافظُ أبو عليّ الماقريُّ رحمه اللهُ قراءةً منِّي عليه بثَغْر أسَفي [43 ظ] حَماهُ الله، قال: حدَّثنا الشّيخُ أبو الحَسَن بنُ أبي قُوّة، إملاء من كتابِه، قال: حدَّثنا القاضي أبو القاسم بنُ حُبَيْش قراءةً عليه، عن بعض أصحاب أبي عليّ الصَّدَفيّ عنه. قال أنجو الحَسَن: وحدَّثني أبي رحمه اللهُ إجازةً عن أبي العبّاس بن عيسى وأبي إسحاقَ بن جماعةَ عن أبي عليّ المذكور، عن أبي العبّاس العُذْريّ، قال: حدَّثنا أبو بكرٍ محمدُ بن نُوح بالمسجد الحرام عندَ باب بني مَخْزوم، وقرأتُه عليه، قال: حدَّثنا سُليمانَ بن أحمدَ بن أيّوبَ الطَّبَرانيُّ أبو القاسم، قال: حدَّثنا المِقْدامُ بن داودَ، حدّثنا عبدُ الله بن يوسُف، حدّثنا مالكُ بن أَنَس، عن نافع، عن ابنِ عُمرَ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "طعامُ البخيل داء، وطعامُ السَّخِيِّ شفاء" (¬2).
وأنشَدتُ على شيخِنا أبي عليّ الماقريّ وكتَبَ في من كتابِه، قال: أنشَدَنا الفقيهُ أبو الحَسَن بنُ أبي قُوّةَ رضي اللهُ عنه لنفسِه [الطويل]:
أرَدْنا طِلابَ العِلْمِ مع طَلَب الغِنى ... ولم نَقتصر في الجانبَيْنِ على قسْمِ
ففازتْ ذوو الشّأنيْنِ كل بشأنِهِ ... فلا نحنُ في مالٍ ولا نحنُ في عِلْمِ
¬__________
(¬1) تكرر ذكر هذا الشيخ في هذا الكتاب، وقد نشر له الدكتور محمد بن شريفة رسالة في المنطق بمجلة "المناظرة" التي صدرت مدة في المغرب.
(¬2) لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن عدي: لا يثبت، وقال الذهبي: كذب، وقال ابن حجر: منكر، فهو باطل عن مالك (ينظر الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة 79).

الصفحة 129