كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

محمد بن يحيى، وأبو الحُسَين عُبَيدُ الله بن عاصِم، وأبو الرَّبيع بنُ سالم، وأبو سُليمانَ بن حَوْطِ الله، وأبو عبد الله التُّجِيبيُّ وابنُ عبد الحقِّ التِّلِمسيني، وأبَوا العبّاس: ابنُ الرُّوميّة وابنُ هارونَ، وأبَوا عَمرٍو: ابنُ سالم وسَعد بن محمد بن [16 و] عَزيز، وآباءُ القاسم المحمَّدونَ: ابنُ عبد الواحِد المَلّاحيّ وابنُ عامر بن فَرقَد وابن محمد بن عبد الرّحمن بن الحاجّ، وأبَوا محمد: ابنُ حَوْطِ الله وابن محمدٍ الكَوّاب، وأبو الوليد بن الحاجّ، وأبو يحيى هانئ. وحَدَّث عنه بالإجازةِ أبو بكر بن محُرِز، وأبو العبّاس العَزَفي، وأبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان.
وكان من بيتِ علم وجَلالة مُستبحِرًا (¬1) في فنون المعارف على تفاريقِها، متحقِّقًا بها نافذًا فيها، ذكيَّ القلبِ حافظًا للفقه حاضرَ الذِّكْر لهُ، متقدِّمًا في علوم اللِّسان فصيحَ المنطِق، استَظهَرَ أوانَ طلَبه الكتابَيْن: "المُدوَّنة" و"كتابَ سِيبَوَيْه" وغيرَهما، وعُنيَ به أبوه وجَدُّه عنايةً تامّةً فأسمَعاهُ ممن أمكَنَ إسماعُه إيّاه من شيوخ زمانِه، واستجازا له مَن لم يتَأَتَّ له سَماعُهُ منهم، وطلَبَ بنفسه فاتّسَعتْ بذلك روايتُه وعَظُمت درايتُه، وشارَكَ الجِلّةَ من أعلامِ بقايا المئة السّادسة كأبي جعفر بن مَضَاءٍ وأبوَي القاسم: ابن حُبَيْش والسُّهيْلي، وأبي محمد بن عُبَيد الله في الرِّواية بالسَّماع عن طائفةٍ كبيرة من شيوخِهم، وانفَردَ عنهم بكثرةِ المُجيزين له حسْبَ ما مرَّ ذكْرُه مفصَّلًا.
وكان آخِرَ تلك الطبقة وخاتمةَ أكابرِها، وقيَّد بخطِّه البارع كثيرًا، واعتنَى بـ "كتابِ سِيبوَيْه" ومصنَّفاتِ الفارِسيِّ وابن جِنِّي، وله مصنَّفات كثيرة ومختصَراتٌ نبيلة ونَظْم ونثر، وكلُّ ذلك شاهدٌ بمتانةِ عِلمِه وصحّةِ إدراكِه، ومن أجلِّها: مصنَّمُه في "أحكام القرآن"، فإنهُ أجَلُّ ما أُلِّفَ في بابه، وهُو الذي قال فيه الناقدُ أبو الرَّبيع بنُ سالم: وهُو كتاب حَسَنٌ مُفيد جَمَعَه في رَيعانِ الشَّبِيبتَيْن من طلَبِه وسنِّه، فللنَّشاطِ اللازم عن ذلك أثرُه في حُسن ترتيبِه وتهذيبِه. وفَرَغَ من تأليفِه
¬__________
(¬1) في م ط: "مستنجزًا".

الصفحة 48