كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

1165 - محمدُ (¬1) بن أحمدَ بن إسحاقَ بن طاهِر، مُرْسِيّ، أبو عبد الرّحمن.
رَوى عنه أبو عَمْرِو زيادٌ ابنُ الصَّفّار وأبو نَصْر الفَتْحُ بن محمد بن عُبَيد الله. وكان أحدَ المتقدّمينَ في البلاغة بارعَ الكتابة فَصيحًا خَطيبًا أفضَتْ إليه حِينًا رئاسةُ تدبر بلدِه فسارَ فيه أحسَنَ سِيرة، وكانت أيّامُهُ أيامَ عَدْلٍ وإفضال، ودَفْعَ بَأْسٍ وتسويغَ آمال، ثُم أنحَتْ (¬2) عليه حوادثُ الأيام بما أدَّى إلى اعتقالِه، ولم تَخْلُ الاَمالُ من التعلُّق باستقلالِه، وعَوْدِه إلى أفضلِ ما عُهِد من أحوالِه، وفي مثل ذلك يقولُ أبو جعفرٍ البَتّي (¬3) من قصيدة (¬4) [الطويل]:
أترْضى عن الدنيا فقد تَتَشَوَّفُ ... لَعَمْرُ المعالي إنّها بك تَكْلَفُ
يقولونَ: لَيْثُ الغابِ فارَقَ غيلَهُ ... فقلتُ لهم: أنتُم له الآنَ أخوَفُ
¬__________
(¬1) ترجمه ابن بسام في الذخيرة 3/ 22 فما بعدها، والفتح في قلائد العقيان (58)، والعماد في الخريدة (قسم المغرب والأندلس) 2/ 313، والضبي في بغية الملتمس (23)، والمراكشي في المعجب (180)، وابن الأبار في الحلة السيراء 2/ 116، وابن سعيد في المغرب 2/ 247، وابن الخطيب في أعمال الأعلام (252) وغيرهم.
(¬2) في م: "انتحت".
(¬3) في المغرب 2/ 357 ترجمة لأبي جعفر أحمد بن عبد الولي البني (بالنون) وكذلك ترجم الفتح لمن اسمه أبو جعفر ابن البني في القلائد (298)، والمطمح (91) وذكر صاحب المعجب (110) أبا جعفر أحمد بن محمد (لا ابن عبد الولي) البني وقال: "المعروف بابن البني" وذكر صاحب المطرب اثنين: أبا جعفر ... البتي (بالتاء): 124 وهو نفس الذي ترجم له الفتح وابن سعيد وعبد الواحد المراكشي، وذكر صاحب المطرب (195) أحمد بن عبد الولي البتي وسيرته تختلف عن سيرة المترجم به السابق وهذا الثاني هو الذي أحرقه السيد القنبيطور عندما احتل بلنسية سنة 488 هـ، فهذه النهاية تؤكد أنه شخص غير الأول؛ لأن هذا الأول كما قال صاحب المطرب: "وُجد هالكًا في حفرة تتمزق فيها اللحام والجلود". والبتي بالتاء قيل: إنها نسبة إلى "بتة" من قرى بلنسية، غير أن السجعة لدى ابن سعيد -وهو جغرافي أندلسي- تجعلنا نتردد في قبول الرواية بالتاء فقد جاء في المغرب: "كتاب المنة، في حلى قرية بنة".
(¬4) القصيدة في القلائد (61).

الصفحة 499