كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وقال فيه (¬1): فشاهَدْنا رجُلًا (¬2) ليس من عَمْرٍو ولا زَيْد، وفي جَوْف الفِرَا كلُّ الصَّيد؛ [180 و] وبدمشقَ: أبو الحُسَين أحمدُ بن حمزةَ بن عليّ بن الحُسَين بن الحَسَن بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس السُّلَميُّ ابنُ المَوازِينيّ، وأبو سعيدٍ عبدُ الله بن محمد بن أبي عَصْرونَ، وأبو الطاهر تركاتٌ الخُشُوعيُّ وسَمِعَ عليه، وعمادُ الدِّين أبو عبد الله محمدُ بن محمد بن حامدٍ الأصبَهانيُّ الكاتبُ ابنُ أُله، وأخَذَ عنه بعضَ كلامِه وغيره، وأبو القاسم عبدُ الرّحمن بن الحُسَين بن الخَضِر ابن عَبْدَانَ، وأربوا محمد: عبدُ الرزّاق بن نَصْر بن مُسَلَّم النَّجّار، والقاسمُ بنُ عليّ بن عَساكرَ وسَمِعَ عليه، وأبو الوليد إسماعيلُ بن عليّ بن إبراهيم، والحُسَين بنُ هِبة الله بن محفوظِ بن صِصْرَى الرَّبَعيُّ التَّغْلَبيُّ، وعبدُ الرّحيم بن إسماعيلَ بن أبي سَعْد الصُّوفي، وأجازوا له، وسَمِع على بعضِهم سوى من ذَكَرَ سَماعَه هو عليه منهم؛ والشّيخُ الفاضل أبو عبد الله المُرادِيُّ الإشبِيليُّ نَزيلُ دمشقَ؛ وبحَرَّان: المتكلّمُ الصُّوفيُّ العارِفُ أبو البَرَكات حيّان بن عبد العزيز، وابنُه الحاذي حَذْوَه أبو عليّ عُمر.
وهذه الرِّحلةُ هي التي صنَّفَ وذَكَرَ مَناقلَه فيها وما شاهَدَ من عجائبِ البُلدان وغرائبِ المشاهد وبدائعِ المصانع، وهُو كتابٌ مُمتِع مُؤْنِس مُثيرٌ سواكنَ النفوسِ إلى الوِفادة على تلك المَعالِم المُكرَّمة والمشاهدِ المُعظَّمة، وكان أبو الحَسَن الشارِّيُّ يقولُ: إنّها ليست من تصنيفه وإنّما قَيَّد معانيَ ما تضمَّنَتْه، فتوَلَّى ترتيبَها ونَضْدَها بعضُ الآخِذينَ عنه بناءً على ما تَلقّاهُ منه.
ولمّا وَرَدَ في هذه الرّحلة الإسكندَريّة، متوجِّهًا إلى الحاجِّ في رَكْب عظيم من المَغارِبة، أمَرَ الناظرُ على البلد بالبحثِ عمّا استَصْحَبوهُ من مال على اختلاف أنواعِه، وفُتِّشَ الرِّجالُ والنِّساء، وهُتِكت (¬3) حُرمةُ الحُرم ولم يكنْ منهم إبقاءٌ
¬__________
(¬1) الرحلة (220).
(¬2) في الرحلة: "مجلس رجلٍ".
(¬3) في م ط: "وهتك".

الصفحة 505