كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وإنْ كان نَظْمي لهُ نادرًا ... فقد قيل: لا حُكْمَ للنادرِ
ولكنَّها خَطَرَاتُ الهوى ... تَعِنُّ فتغلِبُ للخاطرِ [181 ظ]
وأمّا وقد زارَ تلك العُلا ... فقد فازَ بالشَّرفِ الباهرِ
وإنْ كان منكَ قَبُولٌ لهُ ... فتلك الكرامةُ للزائر
ويكفيه سَمْعُكَ من سامعٍ ... ويكفيه لَحْظُكَ من ناظرِ
ويُزْهَى على الروضِ غبَّ الحَيَا ... بما حازَ من ذكْرِكَ العاطرِ (¬1)
ومن شعره وقد شارَفَ المدينةَ المكرَّمةَ، على ساكنِها الصّلاةُ والسلام (¬2) [المتقارب]:
أقولُ وآنسْتُ بالليلِ نارا: ... لعلّ سِرَاج الهدى قد أنارا
وإلّا فما بالُ أُفْقِ الدُّجَى ... كأنَّ سَنَا البَرْقِ فيه استطارا؟!
ونحن من الليلِ في حِنْدسٍ ... فما بالهُ قد تجَلّى نهارا
وهذا النَّسيمُ شَذَا المِسكِ قد ... أُعيرَ أَم المِسكُ منه استَعارا؟
وكانت رواحلُنا تشتكي ... وَجَاها فقد سابَقتْنا ابتدارا
وكنَّا شكَوْنا عناءَ السُّرى ... فَعُدْنا نُباري سِراعَ المهارَى
أَظنُّ النفوسَ قد استَشْعَرَتْ ... بلوغَ هوًى تَخِذَتْهُ شعارا
بشائرُ صُبْحِ السُّرى آذنَت ... بأنَّ الحبيبَ تَدانَى مَزَارا
جَرَى ذكْرُ طَيْبَةَ ما بينَنا ... فلا قلبَ في الرَّكْبِ إلّا وطارا
حنينًا إلى أحمدَ المصطفى ... وشوقًا يَهِيجُ الضلوعَ استعارا
¬__________
(¬1) كتب في ح: "هنا بياض"، بعد لفظة "العاطر".
(¬2) مقدمة الرحلة (6) نقلًا عن الإحاطة، والإحاطة 2/ 335 ومنها ثلاثة أبيات في النفح 2/ 487 قال المقري: وهي ثلاثة وثلاثون بيتًا من الغرّ.

الصفحة 509