كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وكانت رحلتُه الثالثة من سَبْتةَ بعدَ وفاةِ زوجِه الفاضلة عاتِكةَ المَدْعوّةِ بأُمِّ المَجْد ابنةِ الوزير الحَسِيب أبي جعفبر أحمدَ بن عبد الرّحمن الوَقَّشيِّ بأيام، وكانت وفاتُها يومَ السبت -رحمها اللهُ- لعَشْر خَلَوْنَ من شعبانِ أحدٍ وست مئة، بعدَ زَمانةٍ طاوَلَتْها مُدّة، ودُفِنت يومَ الأحد بعدَه، وهُو اليومُ الحاديَ عشَرَ من الشّهر؛ قال: ومِن عجائبِ اتّفاقاتِ الأقدار الباعثة على الاعتبار، أنْ كان تجهيزُها إليَّ بجَيَّانَ في الحاديَ عشَرَ من شعبانِ سبعينَ وخمس مئة، فوافَقَ تجهيزُ الحياة تجهيزَ الممات، وليلةُ القبر تُنسي ليلةَ العُرْس، فيا لَها من لَوْعةٍ وحُرقة، ولكلِّ اجتماع من خليلَيْنِ فُرقة. قال: وكان مولدُها بمُرْسِيَةَ لاثنتَيْ عشْرةَ ليلةً بقِيَتْ من محرَّم ستٍّ وأربعينَ وخمس مئة.
ووصَلَ إلى مكّةَ شرَّفَها اللهُ أثناء اثنتَيْنِ وست مئة، وجاوَرَ بحَرَم الله الشّريف طويلًا وبيتِ المقدس، ثُم تحوَّل إلى مِصرَ والإسكندَريّة، فأقام بها يحدِّثُ ويؤخَذُ عنه إلى أن لَحِقَ بربِّه.
رَوى عنه أبَوا إسحاقَ: ابنُ مَهِيب وابنُ الواعِظ، وأبو تَمّام بن إسماعيل، وأبَوا الحَسَن: ابنُ أبي نَصْر فاتح بن عبد الله البِجَائي، مُقيمٌ ببعض بلاد المشرِق، وابنُ محمد الشارِّي، وأبو سُليمانَ بن حَوْطِ الله، وأبو زكريّا وأبو بكرٍ يحيى بن عبد الملِك بن أبي الغُصن وأبو عبد الله بن حَسَن بن مُجبر؛ وآباءُ العبّاس: ابنُ عبد المُؤمن والنَّبَاتيُّ وابن محمد بن (¬1) حَسَن اللَّوَاتيُّ ابن تامتيتَ وابن محمد المَوْرُوريّ، وأبَوا عَمْرو: ابن سالم وعثمانُ بن سُفيانَ بن عثمانَ بن الشّقر التَّميميُّ التونُسيّ؛ وممّن رَوى عنه بالإسكندَرّية: رَشيدُ الدِّين أبو محمدٍ عبدُ الكريم بن عطاءِ الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن الحُسَين الجُذَاميّ، واستجازَهُ أبو إسحاقَ ابنُ الواعِظ لجماعةٍ من أصحابِه برغبتِهم إليه في ذلك، منهم: شيخانا (¬2): أبو عليّ الحَسَن بن أبي الحَسَن عليّ الماقريُّ الكَفِيف وأبو محمد
¬__________
(¬1) "بن": سقطت من م ط.
(¬2) في م ط: "شيخنا".

الصفحة 513