كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وقال يصفُ القلمَ من قصيدة [الكامل]:
قلمٌ به الإقليمُ أصبحَ في حِمى ... بشَباتِه صَرْفُ الحوادثِ يُصرَفُ
ولئن تقاصَرَ قَدُّه فلقدّهِ ... ظَلَّتْ لهُ الأسَلُ الطِّوالُ تَقَصَّفُ
هل تُغنِيَنَّ المُرهَفاتُ غَنَاءَهُ ... وصَليلُها لصريرِهِ يُسْتَضعَفُ؟
حكَتِ الظُّبا والسُّمرَ فعلًا منه لو ... لاهُ لَعُطّلَ صارمٌ ومُثقَّفُ
طَعْنٌ كمِثلِ النَّقْطِ منضافٌ إلى ... ضَرْبٍ كما شُكِلَتْ بنقطٍ أحرفُ [184 ظ]
كل يَتيهُ بأنْ حَوَى شَبَهًا لهُ ... فانظُرْ إلى المحكيّ فهْو الأشرفُ
يكفيه فَخْرًا أنَّ كلَّ مقدَّرٍ ... يَجري بما قد خطَّه ويُصرَّفُ
وقال في تفضيل الشَّرق (¬1) [الكامل]:
لايستوي شَرْقُ البلادِ وغربُها ... الشّرقُ حازَ الفضلَ باسترقاقِ (¬2)
انظُرْ لحالِ الشمسِ عند طلوعِها ... زهراءَ تصحَبُ بهجةَ الإشراقِ
وانظُرْ لها عندَ الغروبِ كئيبةً ... صفراءَ تُعْقِبُ ظلمةَ الآفاقِ
وكفَى بيومِ طلوعِها من غَرْبِها ... أنْ تؤذِنَ الدُّنيا بوَشْكِ فِراقِ
وقال في ذمِّ الفلاسفة [مخلع البسيط]:
قد ثَبَّتَ (¬3) الغَيَّ في العبادِ ... طائفةُ الكونِ والفسادِ
يلعَنُها اللهُ حيثُ كانتْ ... فإنّها آفةُ العبادِ
¬__________
(¬1) مقدمة الرحلة (9) نقلًا عن الإحاطة، والإحاطة 2/ 237.
(¬2) كذا في النسخ، وفي الإحاطة: "باستحقاق".
(¬3) كذا ولعله: "بثت".

الصفحة 516