كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

مَنْ كان جاهلَ شيءٍ ... فلا يزالُ يُعاديهْ
هيهاتَ بُغْضيَ فيكمْ ... في الله واللهُ يَدريهْ
وذلك العِلمُ عندي ... لاخيرَ فيكمْ ولا فيهْ
ولهُ في هذا الغَرَض كثيرٌ، وسيأتي شيءٌ منه في رَسْم أبي الوليد محمد (¬1) بن أحمدَ بن رُشدٍ إن شاء الله.
ومن وصاياهُ النافعة، وآدابِه الجامعة: قولُه (¬2) [الطويل]:
عليكَ بكتمانِ المصائبِ واصطبِرْ ... عليها فما أبقَى الزمانُ شفيقا
كفاكَ من الشكوى إلى الناسِ أنه ... تَسُرُّ عدُوَّا أو تَسُوءُ صديقا
وقولُه (¬3) [لطويل]:
منَ الله فاسأَلْ كلَّ شيءٍ تريدُهُ ... فما يملِكُ الإنسانُ نَفْعًا ولا ضَرّا
ولا تتواضَعْ للوُلاةِ فإنّهمْ ... من الكِبْرِ في حالٍ تَموجُ بهمْ سُكْرا
وإياكَ ان تَرضَى بتقبيلِ راحةٍ ... فقد قيل فيها: إنّها السَّجدةُ الصُّغرى
وقال في الوُلاةِ وأحوالِهم [السريع]:
مَنْ كَبُرَتْ عن قَدْرهِ خُطَّةٌ ... دَاخَلَهُ من أجلِها الكِبْرُ
ومَنْ سمَتْ همَّتُهُ لم يكُنْ ... لخُطّةٍ في نفسِه قَدْرُ
ولايةُ الإنسانِ سُكرٌ فما ... دامتْ له دامَ به السُّكرُ
مَغَايظُ الدنيا وأربابِها ... ليس عليها لامرئ صبرُ
دَعْهُمْ معَ الدهرِ وأحداثِهِ ... حتّى تَرى ما يصنَعُ الدّهرُ
¬__________
(¬1) "محمد": سقطت من م.
(¬2) الإحاطة 2/ 237، ومقدمة الرحلة (9).
(¬3) النفح 2/ 491.

الصفحة 518