كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وقال وقد تذكَّر طَيبةَ على ساكنِها الصلاةُ والسلام [المجتث]:
يا أهلَ طيْبةَ قلبي ... عَنْ منهجِ الصبرِ جارا
أشكو إليكمْ زمانًا ... عليَّ بالبَيْنِ جارا
وبعدَكُم لمستُ أرضى ... من البرّيةِ جارا
ودمعُ عيني عليكُمْ ... لأدمُعِ المُزْنِ جارى
وقال متشوقًا لأهل العقيق [مخلع البسيط]:
سُكّانَ وادي العقيقِ شَوْقي ... إليكمُ في البِعادِ زادا
ونَظْرةٌ منكمُ المُنى لو ... أهدَيْتُموها إليَّ زادا
عهدٌ لنا عندَكمْ حميدٌ ... يا ليتَهُ بالوِصالِ عادا
صادقَ فيه الكَرى جُفوني ... وبعدَكُمْ للجُفونِ عادى
وقال في السَّماع من الصّوتِ الحَسَن [186 و] [الطويل]:
زيادةُ حُسْنِ الصوتِ في الخَلْقِ زينةٌ ... يَروقُ بها لَحْنُ القريضِ المُحبَّرِ
ومن لم يُحرِّكْهُ السَّماعُ بطَيبةٍ ... فذلك أعمى القلبِ أعمى التصوُّرِ
تُصيخُ إلى الحادي الجِمالُ لَواغبًا ... فتُوضعُ في بَيْدائها غيرَ حُسَّرِ
ولله في الأرواح عند ارتياحِها ... إلى اللَّحن سرٌّ للورى غيرُ مُظهَرِ
وكلُّ امرئ عابَ السَّماعَ فإنهُ ... من الجَهْل في عَشْوائهِ غيرُ مُبصرِ
وأهلُ الحِجا أهلُ الحجازِ وكلُّهمْ ... رأَوْ مباحًا عندَهمْ غيرَ مُنكرِ
وهام به أهلُ التصوُّفِ رَغبةً ... لتهييج شَوْقٍ نارُهُ لم تُسعَّرِ (¬1)
¬__________
(¬1) سقط البيت من م ط.

الصفحة 520