كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

فإنّ رسُولَ الله قد قال: زيِّنوا ... بأصواتِكمْ آيَ الكتاب المطهَّرِ
وزانَتْ لداودَ النبيِّ زَبُورَهُ ... مَزامِرُهُ بالنَّوحِ في كلِّ محضَرِ
وفي الخُلدِ إسرافيلُ يُسْمِعُ أهلَهُ ... فيُسْلِيهمُ المسموعُ عن كلِّ منظرِ
فإن أَكُ مُغْرًى بالسَّماع وحُسنِهِ ... فحَسْبي اقتداءً بالكريم ابنِ جعفرِ
وقال في حبِّ النبى - صلى الله عليه وسلم -، وأهلِ بيتِه الكريم (¬1) وصَحْبِه رضي اللهُ عنهم (¬2) [الطويل]:
أُحِبُّ النبيَّ المصطفى وابنَ عمِّهِ ... عليًّا وسِبْطَيْهِ وفاطمةَ الزَّهْرا
هُمُ أهْلُ بيتٍ أَذْهبَ الرِّجْسَ عنهمُ ... وأطلَعَهم أُفْقُ الهُدى أنجُمًا زُهْرا
مُوالاتُهمْ فرضٌ على كلِّ مسلمٍ ... وحبُّهمُ أسنَى الذخائِرِ للأُخرى
وما أنا للصَّحبِ الكرام بمُبغِضٍ ... فإنّي أرى البَغْضاءَ في حقِّهم كُفْرا
هُمُ جاهدوا في الله حقَّ جهادِهِ ... وهمْ نَصَروا دينَ الهدى بالظُّبا نَصْرا
عليهمْ سلامُ الله ما دام ذكْرُهمْ ... لدى الملإِ الأعلى وأَكْرِمْ به ذِكْرا
وقال يُحرِّضُ السُّلطانَ صَلاحَ الدِّين على النظرِ فيما ظَهَرتْ (¬3) من البِدَع بالمدينة، على دَفِينِها الصّلاةُ والسلام [الوافر]:
صلاحَ الدِّينِ أنت لهُ نظامُ ... فما يُخْشَى لعُروتهِ انفصامُ
فأظهِرْ سُنَّةَ الله احتسابًا ... فقد ظهَرَت بها البِدَعُ العِظامُ
وفي دينِ الهدى حدَثَت أُمور ... بها للدِّين حُزنٌ واغتمامُ
جَديرٌ أن يُقامَ لها ارتماضًا ... مَآتمُ للورى فيها التِدامُ [186 ظ]
¬__________
(¬1) في م: "الكرام".
(¬2) النفح 2/ 493.
(¬3) كذا في الأصول.

الصفحة 521