كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وكيف يلَذُّ للأجفانِ نومٌ ... وللإسلام جَفْن لا ينامُ؟
وكيف تَطِيبُ في الدّنيا حياةٌ ... وطَيبةُ لا يَطِيبُ بها مُقامُ؟
بتُربتِها رسولُ الله ثاوٍ ... وليس لأهلِها منهُ احتشامُ
لو احتَرَموهُ أو هابوهُ يومًا ... لكان لصَحْبِه معَه احترامُ
وهل يَرضَى صلاتَهمُ عليهِ ... إذا سُبَّتْ صَحابتُهُ الكرامُ؟
بأُمِّ المؤمنينَ قدِ استَهانوا ... وللصِّدِّيقِ والفاروقِ ذاموا
عَزَوْا بعدَ النبيِّ لهمْ ضلالًا ... لقد ضَلَّ الغُواةُ وما استقاموا
وسُنَّتُهُ أضاعوها امتهانًا ... فما لهمُ بواجبِها اهتمامُ
وليس يذِلُّ عندَهُم سوى مَنْ ... لهُ بجميلِ مذهبِها ارتسامُ
وما يَرعَوْنَ ذِمَّةَ زائريه ... وللذِّمِّيِّ قد يُرعَى الذّمامُ
ومسجدُهُ المبارَكُ عادَ سُوقًا ... لهمْ فيها على اللَّهوِ ازدحامُ
يُعيدُ به الصّلاةَ مؤذِّنوهُ ... وما بإمامِهمْ لهمُ ائتمامُ
إذا قاموا لها قاموا كُسَالَى ... على كُرْهٍ كأنهمُ نيامُ
يُضيعونَ المواقيتَ اقتصادًا ... ليُعدَمَ للصّلاة به انتظامُ
وأشنَعُ بِدعةٍ حدَثَت صلاةٌ ... لسُنِّيًّ بشِيعيًّ تُقامُ
وروضتُهُ المقدَّسةُ استباحوا ... مهابَتَها فأدمُعُها سِجَامُ
إذا حَفُّوا بها لعِبُوا ازدراءً ... وكان لهمْ بتُربتِها انتخامُ
وقاموا للسّلام وفيه لَعْنٌ ... لقد ساءَ الهدى ذاك المقامُ
ويَرقَى فوقَ مِنبَرِهِ خطيبٌ ... له في الدِّين خَطْبٌ لا يُرامُ
هو القاضي وحَسْبُك من قضاءِ ... له بالجَوْرِ في الشَّرع احتكامُ

الصفحة 522