كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

يَعِيبُ على أئمّتِنا هُداها ... إمَاميُّونَ فُسَّاقٌ لئامُ
يَغُرُّهمُ لفاطمةَ انتسابٌ ... وما لهمُ بحُرمتِها التئامُ
وهل يُغني انتسابُهمُ إليها ... وعن دينِ الهُدى لهمُ انصرامُ؟!
ونُوحٌ لابنِه لم يُغْنِ شيئًا ... ولا أَغناهُ بالجَبَلِ اعتصامُ
أعزَّ اللهُ بالإسلام قومًا ... فليس له بغيرِهمُ قِوامُ [187 و]
فذلَّتْ فرقةٌ طَعَنَتْ عليهمْ ... وهيلَ على أُنوفِهمُ الرَّغامُ
وكيف يعِزُّ عند الله قولمٌ ... ودينُ الله بينَهُم يُضامُ؟
نقومُ إلى الصلاةِ وهم قعودٌ ... ويَعلو عندَها لهمُ الكلامُ
بِلَعْنٍ صُمَّتِ الآذانُ منه ... وسَبٍّ للصّحابةِ يُسْتدامُ
وتُقرَأُ بينَ أيديهمْ جِهارًا ... تَوالِفُ كلُّها زُورٌ سُخامُ
ويَسعَى بينَ أيدينا اعتراضًا ... لقَطْع صَلاتِنا منهمْ طَغامُ
فلا المأمومُ يَدري ما يُصلِّي ... ولا يَدري بما صَلّى الإمامُ
تَراهمْ يسخَرونَ بنا احتقارًا ... وللأحقادِ عندَهُمُ احتدامُ
ويعتقدونَنا نَجَسًا خبيثًا ... فليس لهمْ لجانبِنا انضمامُ
يرَوْنَ الجَمْعَ للأُختينِ حِلًّا ... وتُعْطَى البنتُ ما يَرِثُ الغُلامُ
وما التجميعُ عندَهُم بشَرْع ... لقد تاهُوا بباطِلِهم وهاموا
يُقيمونَ الصّلاةَ وهُمْ فُرادى ... لقد شَرَدوا كما شرَدَ النَّعامُ
وليسَ لهمْ من الإسلام حظٌّ ... ولو صَلَّوا مدى الدنيا وصاموا
ومَن قد خالَفَ السَّلَفَ ابتداعًا ... أَتنفعُهُ الصلاةُ أو الصيامُ؟!
لقد مَرَقوا من الدينِ اعتداء ... كما مَرَقَتْ من المَرْمى السِّهامُ

الصفحة 523