كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وتوفِّي بعدَ وَقيعةِ الأرك بأربعةِ أيام أو نحوِها، وكانت الوَقيعةُ على الرُّوم يومَ الأربعاء لعَشْر خَلَوْنَ من شعبانِ أحدٍ وتسعينَ وخمس مئة وقد قارَبَ الثمانينَ، وغَلِطَ أبو القاسِم بن فَرْقَد في وفاتِه فقال: إنّها كانت سنةَ أربع وثمانينَ، فاعلَمْه. واللهُ الموفِّق.

1192 - محمدُ (¬1) بن أحمدَ بن خَلَف بن عَيّاش الأنصارّيُّ الخَزْرَجيُّ، قُرطُبيّ، أبو عبد الله الشَّنْتِيالي.
تَلا على صِهرِه أبي القاسم بن غالبٍ الشَرّاطِ بالسَّبعْ، وبقراءةِ نافع خاصّةً على أبي بكر بن سَمْحُون (¬2)، وتَلا على أبي إسحاقَ بن طلحةَ وأبي الحَسَن بن عُقَاب، وأبي عبد الله بن سَالم بن برتال، وأبي العبّاس بن صالح الضَّرير. ورَوى عن أبي بكر بن خَيْر، وأبوَي القاسم: السُّهَيْليِّ وابن بَشْكُوالَ واختَصّ بهِ وأجازَ له؛ وأبي محمدٍ ابن الضَفّار. وتفَقَّه بأبي الحَسَن عبدِ الرّحمن بن بَقِيّ، وأجازَ له أبو الحَسَن بن حُنَيْن. وله شُيوخٌ غيرُ هؤلاء.
رَوى عنه ابنُه أبو بكرٍ عَيّاشٌ، وأبو عليّ الحُسَين ابن المالَقيِّ وبَنُوه: [190 ظ] أبو حامدٍ محمدٌ وأبو الحَسَن وأبو محمد، وأبو عِمرانَ ابنُ أخيه أبي القاسم عبد الرّحمن، وأبو عُمرَ بنُ حَوْطِ الله، وأبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان.
وكان من جِلّة المُقرِئينَ ومُتقِني المجوِّدين وأكابرِ المحدَّثين، تامَّ الفَضْل شَهيرَ الصّلاحِيّةِ والتواضُع، حَسَنَ الهَدْي معروفَ الفَضْل، عالمًا عامِلًا مجتهدًا في العبادة، حافظًا للفِقه، متحقِّقًا بالنَّحو، ماهِرًا في الفرائض والحِساب، أمَّ في الفريضة بجامع قُرطُبةَ الأعظم نحوَ ثلاثينَ سنةً، وأقرَأَ به القرآنَ وأسمَعَ الحديثَ إلى أن توفِّي غَداةَ يوم الاثنينِ لثِنتَيْ عشْرةَ ليلةً خَلَتْ من شعبانِ تسعٍ وست مئة، ودُفنَ عصرَ يوم الثلاثاءِ بعدَه بمقبُرة أُمِّ سَلَمةَ مع صِهرَيْه أبي القاسم بن غالبٍ
¬__________
(¬1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1586)، والذهبي في المستملح (232)، وتاريخ الإسلام 13/ 222، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 62، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 213.
(¬2) في م ط: "سمجون"، مصحف.

الصفحة 530