كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة (اسم الجزء: 3)

وهذا هو دابي، وإلى هذه الغاية بَلغْتُ في (¬1) آدابي، لكنْ قُلتُ [25 ظ]، لنَفْسي: خُذي المِنجَلَ واحتزِمي، وما التزمَ صاحبُكِ فالتزِمي، ونهضْتُ نحوَ الفِرار مُقلَّصَ الأذيالِ والأردان، واستَنَّ محَلُّك من القوافي في مكوَّنِ عقلي، وقال للشارِدة منها: قِفي عَقْرى حَلْقَى، وأنشَدَ بعدَ أن تمدَّد مستريحًا واستلقَى [متقارب]:
أجدتُ الحصادَ ولم أَنْبُلِ (¬2) ... إذا ما حصَدتُ سوى السُّنْبلِ
أَخْيرَ وَليٍّ تَوَلَّيْتُهُ ... وأزكى وَليٍّ إذا ما بُلي
تصفَّحْ مقالًا له جِدَّةٌ ... معَ الدّهرِ ما أنْ بُلي بالبَلي
وإنّي لأزحَمُ، إن يَضعُفوا ... عنَ امثالِهِ، جانبيْ يَذْبُلِ
على أنّني دونَكم والذُّرا ... مكانُ الحضِيض من الأجبُلِ
* * *

كرُمتَ فكنتَ كغَيثٍ وكَفْ ... وكامَلْتَ كعبًا فكعَّ وَكَفْ
فشُكرًا كثيرًا لمَلْكٍ كبيرٍ ... كفاكَ اكتسابَ كنوزِ الوَكَفْ
وكمْ كاشحٍ كاتمٍ كيْدَهُ ... نكَأْتَ بكَلْمِ كلامٍ وَكَفْ
وكلَّلْتَ بالسَّبكِ كانونَ ذكْرٍ ... ومثلُكَ بالمِسكِ أذكَى وَكَفْ
واقرَأْ بعدُ مِن سلامي المُعادِ أتمَّه وأعمَّه، وأزكاهُ وأعلاه.
والقطعةُ التي نَظَمَ أبو الحَجّاج ولم يبعَثْها إلى أبي محمدٍ هي [المتقارب]:
ركِبتَ الكبائرَ والمُهلِكاتِ ... وأمسَكَ كلُّ حكيمٍ وَكَفّ
وذكْرَ المليكِ الشَّكورِ الوكيلِ ... ترَكْتَ وأكثَرتَ عكمَ الوَكَفْ
¬__________
(¬1) في م: "بلغتْ بي".
(¬2) في م: "أبقل".

الصفحة 74