كتاب إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (اسم الجزء: 3)

فإن قيل: فما الجمع بين هذه الأحاديث الواردة في تعظيم أجسام الكفار في النار وبين ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس، يعلوهم كل شيء من الصغار، حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له: بولس، فتلعنهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال، عصارة أهل النار» . هذا لفظ أحمد، ولفظ الترمذي: قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال» . قال الترمذي: "هذا حديث حسن"؟.
فالجواب ما قاله ابن كثير في "النهاية": "أن المراد أنهم يحشرون يوم القيامة في العرصات كذلك، فإذا سيقوا إلى النار؛ دخلوها وقد عظم خلقهم؛ كما دلت عليه الأحاديث التي أوردناها؛ ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم وأعظم لتعبهم ولهبهم" انتهى.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لسرادق النار أربعة جدر، كثف كل جدار منها مسيرة أربعين سنة» .
رواه: الإمام أحمد، والترمذي، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} ؛ قال: "يجمع بين رأسه ورجليه ثم يقصف كما يقصف الحطب".
رواه البيهقي.
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه: أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من»

الصفحة 421