كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 3)

هذا حديثُ أَنس الذي أنبأنا به، فخرجنا من عنده، فلما كنا بظهر الجبان، قلنا: لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه، وهو مستخف في دار أبي خليفة، قال: فدخلنا عليه، فسلمنا عليه، فقلنا: يا أبا سعيد، جئنا من عند أخيك أبي حمزة، فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة، قال: هيه، فحدثناه الحديث، فقال: هيه، قلنا: ما زادنا، قال: قد حدثنا به منذ عشرين سنة، وهو يومئذ جميع، ولقد ترك شيئًا ما أدري أنسي الشيخ، أو كره أن يحدثكم فتتكلوا، قلنا له: حدثنا، فضحك، وقال: خلق الإنسان من عجل، ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه.

⦗٦٥٤⦘
«ثم أرجع إلى ربي في الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، قال: ليس ذاك لك، أو قال: ليس ذاك إليك، ولكن وعزتي وكبريائي، وعظمتي وجبريائي، لأخرجن من قال لا إله إلا الله».
قال: فأشهد على الحسن، أنه حدثنا به، أنه سمع أَنس بن مالك، أراه قال: قبل عشرين سنة، وهو يومئذ جميع (¬١).
أخرجه البخاري ٩/ ١٤٦ (٧٥١٠) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «مسلم» ١/ ١٢٥ (٣٩٨) قال: حدثنا أَبو الربيع العتكي (ح) وحدثناه سعيد بن منصور، واللفظ له. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (١١٠٦٦) قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. و «أَبو يَعلى» (٤٣٥٠ و ٤٣٥١) قال: حدثنا أَبو الربيع الزهراني.
أربعتهم (سليمان، وأَبو الربيع، وسعيد، ويحيى) عن حماد بن زيد، قال: حدثنا معبد بن هلال العنزي، فذكره (¬٢).
- رواية النَّسَائي ليس فيها حديث الحسن.
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم.
(¬٢) المسند الجامع (١٦٤٣)، وتحفة الأشراف (١٥٩٩).
والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (٤٥٧)، وأَبو عَوانة (٤٥١)، والبيهقي ١٠/ ٤٢، والبغوي (٤٣٣٣).

الصفحة 653