كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 3)

١٨٦٧ - عن ثابت البُنَاني، عن أَنس، أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«يطول يوم القيامة على الناس، فيقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربنا، عز وجل، فليقض بيننا، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، فاشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين، فيأتونه، فيقولون: يا نوح، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله، عز وجل، فيأتونه، فيقولون: يا إبراهيم، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا موسى الذي اصطفاه الله، عز وجل، برسالاته وبكلامه، قال: فيأتونه، فيقولون: يا موسى، اشفع لنا إلى ربك، عز وجل، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا محمدا صَلى الله عَليه وسَلم فإنه خاتم النبيين، فإنه قد حضر اليوم، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول عيسى: أرأيتم لو كان متاع في وعاء قد ختم عليه، هل كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا، قال: فإن محمدا صَلى الله عَليه وسَلم خاتم النبيين، قال: فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: فيأتوني، فيقولون: يا محمد، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، قال: فأقول: نعم، فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب، فأستفتح، فيقال: من أنت؟ فأقول: محمد، فيفتح لي، فأخر ساجدا، فأحمد ربي، عز وجل، بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: ارفع رأسك، فقل يسمع منك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي رب، أمتي، أمتي، فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، قال: فأخرجهم، ثم أخر ساجدا، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع،

⦗٦٦٠⦘
فأقول: أي رب، أمتي، أمتي، فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال برة من إيمان، قال: فأخرجهم، قال: ثم أخر ساجدا، فأقول مثل ذلك، فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، قال: فأخرجهم» (¬١).
أخرجه أحمد (٢٦٩٣) قال: حدثنا حسن. وفي ٣/ ٢٤٧ (١٣٦٢٥) قال: حدثنا عفان.
كلاهما (حسن، وعفان) عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (١٣٦٢٥).
(¬٢) المسند الجامع (١٦٤٥)، وأطراف المسند (٣٩٦).
والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (٣٥٧ و ٣٥٨ و ٤٩٠)، وابن منده (٨٦٦).

الصفحة 659