كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 3)

هو مؤمن منيب، عبد الله بن قيس أو أبو موسى أوتي مزمارًا من مزامير آل داود، قال: قلت: يا نبي الله ألا أبشره؟ قال: بلى، فبشرته فكان لي أخًا (¬1).
بل هو مؤمن منيب، تلك والله هي الشهادة العظمى، وأكرم بتزكية من لا ينطق عن الهوى، وعجَبُك لا ينقضي من هذا الصحابي المجاهد حتى لحظات حياته الأخيرة، وقد ورد أن أبا موسى، رضي الله عنه، اجتهد قبل موته اجتهادًا شديدًا فَقِيْلَ له: لو أمسكت ورفقت بنفسك؟ قال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من عمري أقل من ذلك (¬2).
توفي أبو موسى رضي الله عنه سنة أربع وأربعين للهجرة على الصحيح كما قال الذهبي (¬3)، رضي الله عنه وأرضاه، وألحقَنَا به وحَشَرنا في زمرته ...
أقول ما تسمعون وأستغفر الله.
¬_________
(¬1) انظر شرح السنة للبغوي 5/ 37، 38، سير أعلام النبلاء 2/ 386.
(¬2) سير أعلام النبلاء 2/ 393.
(¬3) سير أعلام النبلاء 2/ 398.

الصفحة 10