يا أخا الإسلام، وعرف السلف للصبر مكانته وقدره، فقال علي رضي الله عنه: (ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد- فإذا انقطع الكأس بان الجسد- ثم رفع صوته فقال: ألا لا إيمان لمن لا صبر له) (¬1).
وقال عمر رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا بالصبر (¬2).
وقال عمر بن عبد العزيز يرحمه الله: (ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فانتزعها منه، فعاضه مكانها الصبر، ما عوَّضه خيرًا مما انتزعه) (¬3).
وتمثل بعضهم:
صبرتُ فكان الصبرُ خير مغبَّةٍ
وهل جزعٌ يُجدي عليَّ فأجزعُ
ملكتُ دموعَ العينِ حتى رددُتها
إلى ناظرِي فالعينُ في القلب تدمعُ (¬4).
اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (¬5).
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.
¬_________
(¬1) ابن تيمية الفتاوى 10/ 40.
(¬2) صحيح البخاري مع الفتح 11/ 303 معلقًا، ووصله أحمد في الزهد بسند صحيح .. الفتح 11/ 303.
(¬3) عدة الصابرين/ 151.
(¬4) السابق/ 155.
(¬5) سورة البقرة، الآيات: 155 - 157.