وزلة العالِم يزلُ بها عالَمٌ، ومَضروبٌ لها الطبل- كما يُقال- (¬1) أما الأمراء فيكفيهم أن يتذكروا قول المصطفى، صلى الله عليه وسلم، «ما من أمير عشرة إلا وهو يأتي يوم القيامة مغلولاً، حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور) (¬2).
وفي الحديث الآخر «ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة» (¬3).
أما الدعاة فمسؤولية الكلمة في دعوتهم ألسنة صادقة، وقلوب مخلصة، وحكمة في الدعوة، وحسن في الموعظة، ومجادلة بالحسنى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (¬4).
أيها المسلمون، ويسري الأدب في القول لعموم عباد الله، بحسن العبارة، وعدم الإثارة، وفي ذلك قطع لطريق الشيطان، وإغاظة له: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} (¬5). {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} (¬6).
ألا فاستحضروا- يا عباد الله- أينما كانت مواقعكم، ومهما عظمت أو قلت مسؤولياتكم، شمولية البيعة التي بايع عليها أسلافكم، وهي شاملة لكم: (بايعنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمرَ أهله وعلى أن نقول بالحق
¬_________
(¬1) د. أبو بكر زيد، حلية طالب العلم/ 10.
(¬2) رواه البيهقي بسند صحيح (صحيح الجامع 5/ 161).
(¬3) رواه مسلم عن معقل بن يسار (5/ 161).
(¬4) سورة النحل، الآية: 125.
(¬5) سورة الإسراء، الآية 53.
(¬6) سورة البقرة/ 83.