كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 3)

من أحكام الحج وأخطاء الحجاج (¬1)
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، منَّ على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم الذنوب، ويجزل لهم الهبات، أشكره تعالى وقد خص بالفضيلة أيامًا معدودة. وأماكن محدودة، الموَفَّق من اغتنمها بطاعة الله، والمغبون من فرط فيها مع قدرته عليها، وأشهد أن لا إله إلا الله أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة. ورضي لنا الإسلام دينًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، علم الأمة ما ينفعهما، ووجهها للعبادة، وفق ما شرع الله وهو القائل: «صلوا كما رأيتموني أصلي». وقال: «خذوا عني مناسمكم». اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فأوصي نفسي وإياكم معاشر المسلمين بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين. قال تعالى: { .. وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (¬2).
إخوة الإيمان، وحديثي إليكم عن شيءٍ من أحكام الحج وأخطاء الحجاج. وأبدأ الحديث مذكرًا بأهم أمر ينبغي أن يتذكره المسلم ويتمثله في كل عبادة لله - ومنها الحج- ألا وهو إخلاص العمل لله، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، وعبادة الله
¬_________
(¬1) 28/ «/ 1415 هـ.
(¬2) سورة النساء، الآية: 131.

الصفحة 33