كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 3)

الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬1) وفي سورة (البقرة) يصف الله المتقين بقوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬2).
أخا الإسلام، وإذا ما ضايَقَتْك سيئاتُك يومًا من الدهر، أو آلمك وخز ضميرك المؤنب لثقل الخطايا، فتذكر أن الصلاة وسيلة لتكفير الخطايا والسيئات، قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (¬3).
أتدري- أخي في الله- سبب نزول هذه الآية؟ لقد روى البخاري ومسلم في سبب نزول هذه الآية: أن رجلاً من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أحبَّ امرأة فقبَّلها قبلةً، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (¬4) قال الرجل ألي هذه؟ فأجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم: بل لمن عمل بها من أمتي (¬5). ألا ما أعظم عفو الله! وما أجمل هذه الصلاة!
بل إن الصلاة تمنع صاحبها، ابتداءً، من ارتكاب الفواحش والآثام {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} (¬6) والواقع يقول إن المحافظين على
¬_________
(¬1) سورة المؤمنون، الآيتان: 1، 2.
(¬2) سورة البقرة، الآيات: 2 - 5.
(¬3) سورة هود، الآية: 114.
(¬4) سور هود، الآية: 114.
(¬5) انظر الصلاة في القرآن الكريم/ الرومي/ 46.
(¬6) سورة العنكبوت، الآية: 45.

الصفحة 59