كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 3)

والخلوة بخالقهم وسؤاله الإعانة والتسديد {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} (¬1) بل فوق ذلك تحس أن نفوسهم راضية أو أن حاجاتهم مقضية، وهم في رضا، والناس إليهم مسرعون، وفي مقابل هؤلاء ربما أبصرت شخصًا لا تكاليف عنده، ولا هموم للأمة تطارده، ولا أعمال عظمى تطلب منه، ومع ذلك كله تراه مقصرًا في الواجبات متهاونًا في الطاعات، يستثقل الخفيف الهين ويستصعب السهل اللين، وهو في وحشة مع نفسه، والناس منه في جفوة، فإذا ما فتَّشت عن سيرة هذا الصنف وجدت رصيده من الصلاة ضحلاً ... ومن العبادة بشكل عام نزرًا ... {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} (¬2) ...
فتنبهوا معاشر المسلمين لقيمة الصلاة وأهميتها، والبدار البدار إلى تأديتها كما أمر الله، دون كسل أو تهاون أو تفريط.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (¬3).
¬_________
(¬1) سورة السجدة، الآية: 16.
(¬2) سورة الحج، الآية: 18.
(¬3) سورة البقرة، الآيتان: 238، 239.

الصفحة 61