كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 3)

مرضه وانتكاسه .. فاحذر أخي المسلم من هذه الأدواء، وعالج قلبك قبل أن يستفحل الخطر، وسبحان الله فكم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به، وكم من مفتون بثناء الناس عليه، ومغرور بستر الله عليه، ومستدرج بنعم الله عليه، وكل هذه عقوبات وإهانات ويظن الجاهل أنها كرامة (¬1).
وعليك أن تمتحن نفسك وتنظر موقع قلبك من هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «القلوب أربعة: فقلبٌ أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب مسلم، وقلب أغلف فذلك قلب كافر، وقلب منكوس فذلك قلب المنافق، وقلب تمده مادتان، مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه فيهما».
فَلْنُدَاو قلوبنا ولنعالج أمراضنا، وإن سألتم عن سبيل العلاج لمرض القلب، فذلك ما سيكون الحديث عنه في الجمعة القادمة، بإذن الله، نسأل الله الإعانة والتسديد وصلاح القلوب والسلامة من الهوى ... هذا وصلوا ...
¬_________
(¬1) الداء والدواء لابن القيم ص 172 - 176.

الصفحة 73