كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي (اسم الجزء: 3)

الأسماء (¬1) و"عسعس" لإقبال الليل وإدباره (¬2)، و"بان" للظهور والخفاء (¬3) ونحو ذلك في الأفعال (¬4)، وتردد الواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (¬5) بين العطف والابتداء (¬6)، ومن ثَمَّ اختلف في الوقف.
¬__________
(¬1) مثل: الصريم: لليل والصبح، والحيلولة: للشك واليقين، والنّدّ: المثل والضد، والزوج: للذكر والأنثى، والناهل: للعطشان والريان. انظر: فقه اللغة للثعالبي ص (419).
(¬2) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (4/ 43)، القاموس المحيط للفيروزآبادي ص (558).
(¬3) انظر مادة "بين" في مختار الصحاح للرازي ص (29).
(¬4) مثل: قضى: أمر ومنع، وأدبر: ذهب ورجع، وقطع: فتق ورتق. انظر: فقه اللغة للثعالبي ص (415)، والمصباح المنير للفيومي ص (193).
(¬5) سورة آل عمران (7).
(¬6) الإجمال في هذه الآية بسبب الحروف، مثل: تردد الواو بين العطف والابتداء، والعلماء اختلفوا تبعًا لذلك على معنيين، المعنى الأول: أن الواو عاطفة، أي: أن قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ} معطوف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7] والمعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه فتكون جملة "يقولون" حال. وهذا القول مرويٌّ عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس. والمعنى الثاني: أن الواو استئنافية، أي: ابتدائية، فيكون الوقت على قوله تعالى: {إِلَّا اللَّهُ}، فتكون {وَالرَّاسِخُونَ} مبتدأ، وجملة يقولون خبر، وهذا قول آخر لابن عباس، وعائشة، ومالك بن أنس، والكسائي، والفرّاء، وهو المختار عند الإمام الرازي. ويمكن الجمع بين المعنيين: فالعطف صحيح على أن معنى التأويل، هو التفسير، ولا شك أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، والاستئناف صحيح على أن معنى التأويل: حقيقة الشيء وما يؤول إليه، وهذا مما لا يعلمه إلا الله. والله أعلم. انظر: التفسير الكبير للرازي (7/ 152)، غرائب القرآن للنيسابوري (3/ 129)، مناهل العرفان للزرقاني (2/ 293).

الصفحة 33