كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي (اسم الجزء: 3)

ردَّ: بأَنَّ حقيقة اللفظ، مسح كله عند أحمد (¬1)، ومالك (¬2)، وأصحابهما (¬3)، وغيرهم (¬4).
لأن: الباء - لغةً - صِلَة (¬5) [لا] (¬6) لإلصاق المسح به، وحقيقة الرأس كله، كآية التيمم: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ} (¬7)، وعند الشافعي وأصحابه يكفي مسح بعضه (¬8)، وللمعتزلة (¬9) القولان: لأنه العرف نحو: مسَحت بالمنديل (¬10).
¬__________
= انظر: صحيح مسلم (1/ 230)، كتاب الطهارة، باب المسح على الناصية والعمامة برقم (81).
(¬1) انظر: زاد المستقنع للبهوتي (1/ 150)، والمغني لابن قدامة (1/ 175).
(¬2) انظر: المدونة للإمام مالك (1/ 124)، والكافي لابن قدامة ص (22).
(¬3) انظر: منتهى السول والأمل لابن الحاجب ص (137)، شرح الكوكب المنير لابن النجار (3/ 423).
(¬4) الأحكام للآمدي (3/ 18)، والبحر المحيط للزركشي (3/ 464).
(¬5) الصلة هو: حرف المعنى الزائد، والتعبير بهذا اللفظ للتأدّب مع كلام الله.
المعجم المفصل في النحو العربي عزيره فوَّال (1/ 579).
(¬6) هكذا في المخطوط، والصواب بدونها, ليستقيم المعنى، وهو الذي جاء في أصول ابن مفلح (3/ 1004).
(¬7) سورة النساء (43).
(¬8) روضة الطالبين للنووي (1/ 53)، الحاوي (1/ 114).
(¬9) المعتزلة: من الفرق الإسلامية، سُمُّوا بذلك لأنَّ إمامهم واصل بن عطاء اعتزل مجلس الحسن البصري، بسبب تفرُّده بالقول بأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، ومن أركانهم: التوحيد، والعدل، والحساب والعقاب، ولهم منهج في التأويل يعتمد على تقديم العقل، ولذلك هم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين. انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي ص (15)، والملل والنِّحل للشهرستاني (1/ 81).
(¬10) المعتمد لأبي الحسين البصري (1/ 308).

الصفحة 41