كتاب شرح مختصر أصول الفقه للجراعي (اسم الجزء: 3)

الجرجاني (¬1) وأبو الخطاب: المرسل أولى، قال ابن المَنِّي: وسواءٌ مرسل الصحابي وغيره، لجواز أن يكون المجهول غير حافظ، وإن كان عدلًا (¬2).
المسند مقدّم على المرسل؛ لأن المرسل مُختَلَفٌ في كونه حجة، وما ذاك إلا لضعف لَحِقَه فقُدِّم المسند كقوله (¬3)، وعند أبي الخطاب يُقدّم المرسل لأن من أرسله قد قطع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه قاله، والمسنِد جعل العهدة على غيره (¬4).
ولا فرق بين مرسل الصحابي وغيره، عند ابن المنِّي لأن التعليلين جاريان مطلقًا، فإن المرسل عند الجمهور حصل له ضعف سواء كان المجهول غير حافظ أو كان عدلًا.
ومرسل التابعي على غيره (¬5).
يقدم مرسل التابعي على من دونه، من تابعي التابعي ومن بعده؛ لأن الظاهر من مرسل التابعي أنه عن صحابي، والصحابة مرتبتهم معروفة (¬6).
¬__________
(¬1) جاءت النسبة إليه في العدة لأبي يعلى (3/ 1033)، أصول ابن مفلح (4/ 1591)، التحبير للمرداوي (8/ 4160)، وانظر: التلويح على التوضيح للتفتازاني (2/ 8).
(¬2) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (170).
(¬3) انظر: شرح مختصر الروضة للطوفي (3/ 691).
(¬4) جاءت النسبة إليه في أصول ابن مفلح (4/ 1590)، والتحبير للمرداوي (8/ 4160)، وهذا النص عزاه محققي الكتابين إلى الانتصار (1/ 95/ أ) مخطوط.
(¬5) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (170).
(¬6) انظر: أصول ابن مفلح (4/ 1591).

الصفحة 484