كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 391 """"""
وابن منده فى التوحيد والطبراني فى الصغير وصححه عن ابن عباس قال إنما سمى الإنسان لأنه عهد إليه فنسى وأخرج عبد الغنى وابن سعد عن ابن عباس ) ولقد عهدنا إلى آدم ( أن لا تقرب الشجرة ) فنسي ( فترك عهدي ) ولم نجد له عزما ( قال حفظا وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ) فنسي ( فترك ) ولم نجد له عزما ( يقول لم نجعل له عزما وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( قال لا يصيبك فيها عطش ولا حر وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال إن فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة عام لا يقطعها وهى شجرة الخلد وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال حاج آدم موسى قال له أنت الذى أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم بمعصيتك قال آدم يا موسى أنت الذى اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحج آدم موسى
سورة طه الآية ( 123 127 )
طه : ( 123 ) قال اهبطا منها . . . . .
قوله ) قال اهبطا ( قد مر تفسيره فى البقرة أى انزلا من الجنة إلى الأرض خصهما الله سبحانه بالهبوط لأنهما أصل البشر ثم عمم الخطاب لهما ولذريتهما فقال ) بعضكم لبعض عدو ( والجملة فى محل نصب على الحال ويجوز أن يقال خاطبهما فى هذا وما بعده خطاب الجمع لأنهما منشأ الأولاد ومعنى ) بعضكم لبعض عدو ( تعاديهم فى أمر المعاش ونحوه فيحدث بسبب ذلك القتال والخصام ) فإما يأتينكم مني هدى ( بإرسال الرسل وإنزال الكتب ) فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( أى لا يضل فى الدنيا ولا يشقى فى الآخرة
طه : ( 124 ) ومن أعرض عن . . . . .
) ومن أعرض عن ذكري ( أى عن ديني وتلاوة كتابي والعمل بما فيه ولم يتبع هداي ) فإن له معيشة ضنكا ( أى فإن له فى هذه الدنيا معيشة ضنكا أى عيشا ضيقا يقال منزل ضنك وعيش ضنك مصدر يستوى فيه الواحد وما فوقه والمذكر والمؤنث قال عنترة
إن المنية لو تمثل مثلت
مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقرئ ? ضنكى ? بضم الضاد على فعلي ومعنى الآية أن الله عز وجل جعل لمن اتبع هداه وتمسك بدينه أن يعيش فى الدنيا عيشا هنيا غير مهموم ولا مغموم ولا متعب نفسه كما قال سبحانه ) فلنحيينه حياة طيبة ( وجعل لمن لم يتبع هداه وأعرض عن دينه أن يعيش عيشا ضيقا وفى تعب ونصب ومع ما يصيبه فى هذه الدنيا من المتاعب فهو فى الأخرى أشد تعبا وأعظم ضيقا وأكثر نصبا وذلك معنى ) ونحشره يوم القيامة أعمى ( أى مسلوب البصر

الصفحة 391