كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 404 """"""
غزاهم هو بنفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون فسمعوا مناديا يقول ) لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم ( فرجعوا فسمعوا صوتا مناديا يقول يا لثارات النبى فقتلوا بالسيف فهى التى قال الله ) وكم قصمنا من قرية ( إلى قوله ) خامدين ( قلت وقرى حضور معروفة الآن بينها وبين مدينة صنعاء نحو بريد فى جهة الغرب منها وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) حصيدا خامدين ( قال كخمود النار إذا طفئت وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة فى قوله ) لو أردنا أن نتخذ لهوا ( قال اللهو الولد وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن فى قوله ) لو أردنا أن نتخذ لهوا ( قال النساء وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس فى قوله ) ولا يستحسرون ( يقول لا يرجعون وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة فى قوله ) لا يسأل عما يفعل ( قال بعباده ) وهم يسألون ( قال عن أعمالهم وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك نحوه وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس قال ما فى الأرض قوم أبغض إلي من القدرية وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدرة الله قال الله ) لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )
سورة الأنبياء الآية ( 26 35 )
الأنبياء : ( 26 ) وقالوا اتخذ الرحمن . . . . .
قوله ) وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ( هؤلاء القائلون هم خزاعة فإنهم قالوا الملائكة بنات الله وقيل هم اليهود ويصح حمل الآية على كل من جعل لله ولدا وقد قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت طائفة من العرب الملائكة بنات الله ثم نزه عز وجل نفسه فقال ) سبحانه ( أى تنزيها له عن ذلك وهو مقول على ألسنة العباد ثم أضرب عن قولهم وأبطله فقال ) بل عباد مكرمون ( أى ليسوا كما قالوا بل هم عباد لله سبحانه مكرمون بكرامته لهم مقربون عنده وقرئ ) مكرمون ( بالتشديد وأجاز الزجاج والفراء نصب عباد على معنى بل اتخذ عبادا
الأنبياء : ( 27 ) لا يسبقونه بالقول . . . . .
ثم وصفهم بصفة أخرى فقال ) لا يسبقونه بالقول ( أى لا يقولون شيئا حتى يقوله أو يأمرهم به كذا قال ابن قتيبة وغيره وفى هذا دليل على كمال طاعتهم وانقيادهم وقرئ ) لا يسبقونه ( بضم

الصفحة 404