كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 406 """"""
والنهار ليتصرفوا فيه فى معايشهم وخلق الشمس والقمر أى جعل الشمس آية النهار والقمر آية الليل ليعلموا عدد الشهور والحساب كما تقدم بيانه فى سبحان ) كل في فلك يسبحون ( أى كل واحد من الشمس والقمر والنجوم فى فلك يسبحون أى يجرون فى وسط الفلك ويسيرون بسرعة كالسابح فى الماء والجمع فى الفعل باعتبار المطالع قال سيبويه إنه لما أخبر عنهن بفعل من يعقل وجعلهن فى الطاعة بمنزلة من يعقل جعل الضمير عنهن ضمير العقلاء ولم يقل يسبحن أو تسبح وكذا قال الفراء وقال الكسائي إنما قال يسبحون لأنه رأس آية والفلك واحد أفلاك النجوم وأصل الكلمة من الدوران ومنه فلك المغزل لاستدارتها
الأنبياء : ( 34 ) وما جعلنا لبشر . . . . .
) وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ( أى دوام البقاء فى الدنيا ) أفإن مت ( بأجلك المحتوم ) فهم الخالدون ( أى أفهم الخالدون قال الفراء جاء بالفاء لتدل على الشرط لأنه جواب قولهم سيموت قال ويجوز حذف الفاء وإضمارها والمعنى إن مت فهم يموتون أيضا فلا شماتة فى الموت وقرئ ) مت ( بكسر الميم وضمها لغتان وكان سبب نزول هذه الاية قول المشركين فيما حكاه الله عنهم ) أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون )
الأنبياء : ( 35 ) كل نفس ذائقة . . . . .
) كل نفس ذائقة الموت ( أى زائقة مفارقة جسدها فلا يبقى أحد من ذوات الأنفس المخلوقة كائنا ما كان ) ونبلوكم بالشر والخير فتنة ( أى نختبركم بالشدة والرخاء لننظر كيف شكركم وصبركم والمراد أنه سبحانه يعاملهم معاملة من يبلوهم وفتنة مصدر لنبلوكم من غير لفظه ) وإلينا ترجعون ( لا إلى غيرنا فنجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة قال قالت اليهود إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بنيهم الملائكة فقال الله تكذيبا لهم ) بل عباد مكرمون ( أى الملائكة ليس كما قالوا بل عباد أكرمهم بعبادته ) لا يسبقونه بالقول ( يئني عليهم ) ولا يشفعون ( قال لا تشفع الملائكة يوم القيامة ) إلا لمن ارتضى ( قال لأهل التوحيد وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فى قوله ) إلا لمن ارتضى ( قال لأهل التوحيد لمن رضي عنه وأخرج عبد بن حميد عن الحسن فى الآية قال قول لا إله إلا الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى فى البعث عن ابن عباس فى الآية قال الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله واخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى البعث عن جابر أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تلا قوله تعالى ) ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ( قال إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقى فى الأسماء والصفات عن ابن عباس فى قوله ) كانتا رتقا ففتقناهما ( قال فتقت السماء بالغيث وفتقت الأرض بالنبات وأخرج ابن أبى حاتم عنه ) كانتا رتقا ( قال لا يخرج منهما شئ وذكر مثل ما تقدم وأخرجه ابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو نعيم فى الحلية عنه أيضا من طريق أخرى وأخرج ابن جرير عنه ) كانتا رتقا ( قال ملتصقتين وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى فى الأسماء والصفات عن أبى العالية فى قوله ) وجعلنا من الماء كل شيء حي ( قال نطفة الرجل وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ) وجعلنا فيها فجاجا سبلا ( قال بين الجبال وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) كل في فلك ( قال دوران ) يسبحون ( قال يجرون وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ فى العظمة عنه ) كل في فلك ( قال فلك كفلكة المغزل ) يسبحون ( قال يدورون فى أبواب السماء كما تدور الفلكة فى المغزل وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا قال هو فلك السماء وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى عن عائشة قال دخل أبو بكر على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وقد مات فقبله وقال وانبياه واخليلاه واصفياه ثم تلا ) وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ( الآية وقوله ) إنك ميت وإنهم ميتون (
الصفحة 406
509