كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 415 """"""
هذا التفسير بل قال نكسوا على رءوسهم وقرئ ) نكسوا ( بالتشديد ثم قالوا بعد أن نكسوا مخاطبين لإبراهيم ) لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ( أى قائلين لإبراهيم لقد علمت أن النطق ليس من شأن هذه الأصنام
الأنبياء : ( 66 ) قال أفتعبدون من . . . . .
ف ) قال ( إبراهيم مبكتا لهم ومزريا عليهم ) أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ( من النفع ) ولا يضركم ( بنوع من أنواع الضرر
الأنبياء : ( 67 ) أف لكم ولما . . . . .
ثم تضجر عليه السلام منهم فقال ) أف لكم ولما تعبدون من دون الله ( وفى هذا تحقير لهم ولمعبوداتهم واللام فى ) لكم ( لبيان المتأفف به أى لكم ولآلهتكم والتأفف صوت يدل على التضجر ) أفلا تعقلون ( أى ليس لكم عقول تتفكرون بها فتعلمون هذا الصنع القبيح الذى صنعتموه
الأنبياء : ( 68 ) قالوا حرقوه وانصروا . . . . .
) قالوا حرقوه ( أى قال بعضهم لبعض لما أعيتهم الحيلة فى دفع إبراهيم وعجزوا عن مجادلته وضاقت عليهم مسالك المناظرة حرقوا إبراهيم انصرافا منهم إلى طريق الظلم والغشم وميلا منهم إلى إظهار الغلبة بأي وجه كان وعلى أي أمر اتفق ولهذا قالوا ) وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ( أى انصروها بالانتقام من هذا الذى فعل بها ما فعل إن كنتم فاعلين للنصر وقيل هذا القائل هو نمروذ وقيل رجل من الأكراد
الأنبياء : ( 69 ) قلنا يا نار . . . . .
) قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ( فى الكلام حذف تقديره فأضرموا النار وذهبوا بإبراهيم إليها فعند ذلك قلنا يا نار كوني ذات برد وسلام وقيل إن انتصاب سلاما على أنه مصدر لفعل محذوف أى وسلمنا سلاما عليه
الأنبياء : ( 70 ) وأرادوا به كيدا . . . . .
) وأرادوا به كيدا ( أى مكرا ) فجعلناهم الأخسرين ( أى أخسر من كل خاسر ورددنا مكرهم عليهم فجعلنا لهم عاقبة السوء كما جعلنا لإبراهيم عاقبة الخير
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا يا إبراهيم ألا تخرج معنا قال إني سقيم وقد كان بالأمس قال ) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ( فسمعه ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى أهله فأخذ طعاما ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال ألا تأكلون فكسرها إلا كبيرهم ثم ربط فى يده الذى كسر به آلهتهم فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت وإذا كبيرهم فى يده الذى كسر الأصنام قالوا من فعل هذا بآلهتنا فقال الذين سمعوا إبراهيم يقول ) وتالله لأكيدن أصنامكم ( ) سمعنا فتى يذكرهم ( فجادلهم عند ذلك إبراهيم وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس فى قوله ) جذاذا ( قال حطاما وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال فتاتا وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا ) بل فعله كبيرهم هذا ( قال عظيم آلهتهم وأخرج أبو داود والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكذب إبراهيم فى شيء قط إلا فى ثلاث كلهن فى الله قوله ) إني سقيم ( ولم يكن سقيما وقوله لسارة أختي وقوله ) بل فعله كبيرهم هذا ( وهذا الحديث هو فى الصحيحين من حديث أبي هريرة بأطول من هذا وقد روى نحو هذا أبو يعلى من حديث أبي سعيد وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لما جمع لإبراهيم ما جمع وألقى فى النار جعل خازن المطر يقول متى أومر بالمطر فأرسله فكان أمر الله أسرع قال الله ) كوني بردا وسلاما ( فلم يبق فى الأرض نار إلا طفئت وأخرج أحمد وابن ماجه وابن حبان وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال إن إبراهيم حين ألقى فى النار لم تكن دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بقتله وأخرج ابن أبي شيبة فى المصنف وابن المنذر عن ابن عمر قال أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقى فى النار حسبنا الله ونعم الوكيل وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي فى قوله ) يا نار كوني ( قال كان جبريل هو الذى ناداها وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال لو لم يتبع بردها سلاما لمات إبراهيم من بردها وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي نحوه وأخرج ابن جرير عن معتمر
الصفحة 415
509