كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 416 """"""
ابن سليمان التيمي عن بعض أصحابه قال جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى فى النار فقال يا إبراهيم ألك حاجة قال أما إليك فلا وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن المنهال ابن عمرو قال أخبرت أن إبراهيم ألقى فى النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها
سورة الأنبياء الآية ( 71 77 )
الأنبياء : ( 71 ) ونجيناه ولوطا إلى . . . . .
قد تقدم أن لوطا هو ابن أخي إبراهيم فحكى الله سبحانه هاهنا انه نجى إبراهيم ولوطا إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين قال المفسرون وهى أرض الشام وكانا بالعراق وسماها سبحانه مباركة لكثرة خصبها وثمارها وأنهارها ولأنها معادن الأنبياء وأصل البركة ثبوت الخير ومنه برك البعير إذا لزم مكانه فلم يبر وقيل الأرض المباركة مكة وقيل بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء وهى أيضا كثيرة الخصب وقد تقدم تفسير العالمين
الأنبياء : ( 72 ) ووهبنا له إسحاق . . . . .
ثم قال سبحانه ممتنا على إبراهيم ) ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ( النافلة الزيادة وكان إبراهيم قد سأل الله سبحانه أن يهب له ولدا فوهب له إسحاق ثم وهب لإسحاق يعقوب من غير دعاء فكان ذلك نافلة أى زيادة وقيل المراد بالنافلة هنا العطية قاله الزجاج وقيل النافلة هنا ولد الولد لأنه زيادة على الولد وانتصاب نافلة على الحال قال الفراء النافلة يعقوب خاصة لأنه ولد الولد ) وكلا جعلنا صالحين ( أى وكل واحد من هؤلاء الأربعة إبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب لا بعضهم دون بعض جعلناه صالحا عاملا بطاعة الله تاركا لمعاصية وقيل المراد بالصلاح هنا النبوة
الأنبياء : ( 73 ) وجعلناهم أئمة يهدون . . . . .
) وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ( أى رؤساء يقتدى بهم فى الخيرات وأعمال الطاعات ومعنى بأمرنا بأمرنا لهم بذلك أى بما أنزلنا عليهم من الوحي ) وأوحينا إليهم فعل الخيرات ( أى أن يفعلوا الطاعات وقيل المراد بالخيرات شرائع النبوات ) وكانوا لنا عابدين ( أى كانوا لنا خاصة دون غيرنا مطيعين فاعلين لما نأمرهم به تاركين ما ننهاهم عنه
الأنبياء : ( 74 ) ولوطا آتيناه حكما . . . . .
) ولوطا آتيناه حكما وعلما ( انتصاب لوطا بفعل مضمر دل عليه قوله آتيناه أى وآتينا لوطا آتيناه وقيل بنفس الفعل المذكور بعده وقيل بمحذوف هو اذكر والحكم النبوة والعلم المعرفة بأمر الدين وقيل الحكم هو فصل الخصومات بالحق وقيل هو الفهم ) ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث (
الصفحة 416
509