كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 423 """"""
علي حتى ابتليتك قال : لا يا رب قال : لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين . وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : إنما كان ذنب أيوب أنه استعان به مسكين على ظالم يدرؤه فلم يعنه ولم يأمر بالمعروف ولم ينه الظالم عن ظلم المسكين فابتلاه الله . وفي إسناده جويبر . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان لأيوب أخوان جاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد فقال أحدهما للآخر : لو كان علم الله من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط مثله فقال : اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم قال : اللهم إن كنت تعلم أي لم ألبس قميصا قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ثم خر ساجدا وقال : اللهم بعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني فلما رفع رأسه حتى كشف الله عنه . وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر مرفوعا بنحو هذا . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال : قيل له يا أيوب إن أهلك لك في الجنة فإن شئت أتيناك لهم وإن شئت تركناهم لك في الجنة وعوض مثلهم في الدنيا . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن الضحاك قال : بلغ ابن مسعود أن مروان قال في هذه الآية وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال : أوتي أهلا غير أهله فقال ابن مسعود : بل أوتي أهله بأعيانهم ومثلهم معهم . وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والروياني وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : إن أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد قال : وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك فقال أيوب : لا أدري ما يقول غير أن الله يعلم أني أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهة أن يذكر الله إلا في حق وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله المبتلى والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال : فإني أنا هو قال : وكان له أندران : أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وذا الكفل قال : رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم به ويقضي بينهم بالعدل ففعل ذلك فسمي ذا الكفل . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان في بني إسرائيل قاض فحضره الموت فقال : من يقوم مقامي على أن لا يغضب فقال رجل : أنا فسمي ذا الكفل فكان ليله جميعا يصلي ثم يصبح قائما فيقضي بين الناس وذكر القصة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال : ما كان ذو الكفل نبيا ولكن كان في بني إسرائيل رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة فتوفي

الصفحة 423