كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 427 """"""
وقال الفراء والكسائي وغيرهما : المراد بالوعد الحق القيامة والواو زائدة والمعنى : حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج اقترب الوعد الحق وهو القيامة فاقترب جواب إذا وأنشد الفراء : فلما أجزنا ساحة الحي والتحى أي انتحى ومنه قوله تعالى : وتله للجبين وناديناه وأجاز الفراء أن يكون جواب إذا فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا وقال البصريون : الجواب محذوف والتقدير : قالوا يا ويلنا . وبه قال الزجاج والضمير في فإذا هي للقصة أو مبهم يفسره ما بعده وإذا للمفاجأة وقيل إن الكلام تم عند قوله هي والتقدير : فإذا هي يعني القيامة بارزة واقعة كأنها آتية حاضرة ثم ابتدأ فقال شاخصة أبصار الذين كفروا على تقديم الخبر على المبتدأ : أي أبصار الذين كفروا شاخصة و يا ويلنا على تقدير القول : قد كنا في غفلة من هذا أي من هذا الذي دهمنا من العبث والحساب بل كنا ظالمين أضربوا عن وصف أنفسهم بالغفلة : أي لم نكن غافلين بل كنا ظالمين لأنفسنا بالتكذيب وعدم الانقياد للرسل .
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله : وأصلحنا له زوجه قال : كان في لسان امرأة زكريا طول فأصلحه الله . وروي نحو ذلك عن جماعة من التابعين . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : وهبنا له ولدها . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : كانت عاقرا فجعلها ولودا ووهب له منها يحيى وفي قوله : وكانوا لنا خاشعين قال : أذلاء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله : ويدعوننا رغبا ورهبا قال : رغبا في رحمة الله ورهبا من عذاب الله . وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : سئل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن قول الله سبحانه : ويدعوننا رغبا ورهبا قال : رغبا هكذا ورهبا هكذا وبسط كفيه يعني جعل ظهرهما للأرض في الرغبة وعكسه في الرهبة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عكيم قال : خطبنا أبو بكر الصديق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : إن هذه أمتكم أمة واحدة قال : إن هذا دينكم دينا واحدا . وأخرج ابن جرير عن مجاهد مثله . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : وتقطعوا أمرهم بينهم قال : تقطعوا اختلفوا في الدين . وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله : وحرام على قرية أهلكناها قال : وجب إهلاكها أنهم لا يرجعون قال : لا يتوبون . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس أنه كان يقرأ وحرم على قرية قال : وجب على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون كما قال : ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد بن جبير مثله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : من كل حدب قال : شرف ينسلون قال : يقبلون وقد ورد في صفة يأجوج ومأجوج وفي وقت خروجهم أحاديث كثيرة لا يتعلق بذكرها ها هنا كثير فائدة

الصفحة 427