كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 446 """"""
ابن عباس فى قوله ) وهدوا إلى الطيب من القول ( قال ألهموا وأخرج ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال هدوا إلى الطيب من القول فى الخصومة إذ قالوا الله مولانا ولا مولى لكم وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن إسماعيل ابن أبى خالد فى الآية قال القرآن ) وهدوا إلى صراط الحميد ( قال الإسلام وأخرج ابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الضحاك فى الآية قال الإسلام وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد قال لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله الذي قال ) إليه يصعد الكلم الطيب )
سورة الحج الآية ( 25 29 )
الحج : ( 25 ) إن الذين كفروا . . . . .
قوله ) إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله ( عطف المضارع على الماضي لأن المراد بالمضارع ما مضى من الصد ومثل هذا قوله ) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ( أو المراد بالصد ها هنا الاستمرار لا مجرد الاستقبال فصح بذلك عطفه على الماضى ويجوز أن تكون الواو فى ويصدون واو الحال أى كفروا والحال أنهم يصدون وقيل الواو زائدة والمضارع خبر إن والأولى أن يقدر خبر إن بعد قوله ) والباد ( وذلك نحو خسروا أوهلكوا وقال الزجاج إن الخبر نذقه من عذاب أليم ورد بأنه لو كان خبرا لأن لم يجزم وأيضا لو كان خبرا لإن لبقي الشرط وهو ) من يرد ( بغير جواب فالأولى أنه محذوف كما ذكرنا والمراد بالصد المنع وبسبيل الله دينه أى يمنعون من أراد الدخول فى دين الله والمسجد الحرام معطوف على سبيل الله قيل المراد به المسجد نفسه كما هو الظاهر من هذا النظم القرآنى وقيل الحرم كله لأن المشركين صدوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه عنه يوم الحديبية وقيل المراد به مكة بدليل قوله ) الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ( أى جعلناه للناس على العموم يصلون فيه ويطوفون به مستويا فيه العاكف وهو المقيم فيه الملازم له والباد أى الواصل من البادية والمراد به الطارئ عليه من غير فرق بين كونه من أهل البادية أو من غيرهم وانتصاب سواء على أنه المفعول الثاني لجعلناه وهو بمعنى مستويا والعاكف مرتفع به وصف المسجد الحرام بذلك لزيادة التقريع والتوبيخ للصادين عنه ويحتمل أن يكون انتصاب ) سواء ( على الحال وهذا على قراءة النصب وبها قرأ حفص عن عاصم وهى قراءة الأعمش وقرأ الجمهور برفع ) سواء ( على أنه مبتدأ وخبره ) العاكف ( أو على أنه خبر مقدم والمبتدأ ) العاكف ( أى العاكف فيه والبادى سواء وقرئ بنصب ) سواء ( وجر ) العاكف ( على أنه صفة للناس أى جعلناه للناس العاكف والبادى سواء وأثبت الياء فى البادى ابن كثير

الصفحة 446