كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)

"""""" صفحة رقم 451 """"""
سورة الحج الآية ( 30 35 )
الحج : ( 30 ) ذلك ومن يعظم . . . . .
محل ) ذلك ( الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أى الأمر ذلك أو مبتدأ خبره محذوف أو فى محل نصب بفعل محذوف أى افعلوا ذلك والمشار إليه هو ما سبق من أعمال الحج وهذا وأمثاله يطلق للفصل بين الكلامين أو بين طرفي كلام واحد والحرمات جمع حرمة قال الزجاج الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه وهى فى هذه الآية ما نهى عنها ومنع من الوقوع فيها والظاهر من الآية عموم كل حرمة فى الحج وغيره كما يفيده اللفظ وإن كان السبب خاصا وتعظيمها ترك ملابستها ) فهو خير له ( أى فالتعظيم خير له ) عند ربه ( يعنى فى الآخرة من التهاون بشئ منها وقيل إن صيغة التفضيل هنا لا يراد بها معناها الحقيقى بل المراد أن ذلك التعظيم خير ينتفع به فهى عدة بخير ) وأحلت لكم الأنعام ( وهى الإبل والبقر والغنم ) إلا ما يتلى عليكم ( أى فى الكتاب العزيز من المحرمات وهى الميتة وما ذكر معها فى سورة المائدة وقيل فى قوله ) إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم ( ) فاجتنبوا الرجس من الأوثان ( الرجس القذر والوثن التمثال وأصله من وثن الشئ أى أقام فى مقامه وسمى الصليب وثنا لأنه ينصب ويركز فى مقامه فلا يبرح عنه والمراد اجتناب عبادة الأوثان وسماها رجسا لأنها سبب الرجس وهو العذاب وقيل جعلها سبحانه رجسا حكما والرجس النجس وليست النجاسة وصفا ذاتيا لها ولكنها وصف شرعي فلا تزول إلا بالإيمان كما أنها لا تزول النجاسة الحسية إلا بالماء قال الزجاج من هنا لتخليص جنس من أجناس أى فاجتنبوا الرجس الذى هو وثن ) واجتنبوا قول الزور ( الذى هو الباطل وسمى زورا لأنه مائل عن الحق ومنه قوله تعالى ) تزاور عن كهفهم ( وقولهم مدينة زوراء أى مائلة والمراد هنا قول الزور على العموم وأعظمه الشرك بالله بأى لفظ كان وقال الزجاج المراد بقول الزور ها هنا تحليلهم بعض الأنعام وتحريمهم بعضها وقولهم هذا حلال وهذا حرام وقيل المراد به شهادة الزور
الحج : ( 31 ) حنفاء لله غير . . . . .
وانتصاب ) حنفاء ( على الحال أى مستقيمين على الحق أو مائلين إلى الحق ولفظ حنفاء من الأضداد يقع على الاستقامة ويقع على الميل وقيل معناه حجاجا ولا وجه لهذا ) غير مشركين به ( هو حال كالأول أى غير مشركين به شيئا من الأشياء كما يفيده الحذف من العموم وجملة ) ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ( مبتدأة مؤكدة لما قبلها من الأمر بالاجتناب ومعنى خر من السماء سقط إلى الأرض أى انحط من رفيع الإيمان إلى حضيض الكفر ) فتخطفه الطير ( يقال خطفه يخطفه إذا سلبه ومنه قوله ) يخطف أبصارهم ( أى تخطف لحمه وتقطعه بمخالبها قرأ أبو جعفر ونافع بتشديد الطاء وفتح الخاء وقرئ بكسر الخاء والطاء وبكسر

الصفحة 451