كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 458 """"""
عن عثمان بن عفان قال فينا نزلت هذه الآية ) الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ( والآية بعدها أخرجنا من ديارنا بغير حق ثم مكناهم فى الأرض أقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فهي لي ولأصحابي وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال إنما نزلت هذه الآية فى أصحاب محمد ) ولولا دفع الله الناس ( الآية قال لولا دفع الله بأصحاب محمد من التابعين لهدمت صوامع وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس فى قوله ) لهدمت صوامع ( الآية قال الصوامع التى تكون فيها الرهبان والبيع مساجد اليهود وصلوات كنائس النصارى والمساجد مساجد المسلمين وأخرجا عنه قال البيع بيع النصارى وصلوات كنائس اليهود وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد ابن أسلم فى قوله ) الذين إن مكناهم في الأرض ( قال أرض المدينة ) أقاموا الصلاة ( قال المكتوبة ) وآتوا الزكاة ( قال المفروضة ) وأمروا بالمعروف ( قال بلا إله إلا الله ) ونهوا عن المنكر ( قال عن الشرك بالله ) ولله عاقبة الأمور ( قال وعند الله ثواب ما صنعوا
سورة الحج الآية ( 42 51 )
الحج : ( 42 - 43 ) وإن يكذبوك فقد . . . . .
قوله ) وإن يكذبوك ( الخ هذه تسلية لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وتعزية له متضمنة للوعد له بإهلاك المكذبين له كما أهلك سبحانه المكذبين لمن كان قبله وفيه إرشاد له ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الصبر على قومه والاقتداء بمن قبله من الأنبياء فى ذلك وقد تقدم ذكر هذه الأمم وما كان منهم ومن أنبيائهم وكيف كانت عاقبتهم
الحج : ( 44 ) وأصحاب مدين وكذب . . . . .
وإنما غير النظم فى قوله ) وكذب موسى ( فجاء بالفعل مبنيا للمفعول لأن قوم موسى لم يكذبوه وإنما كذبه غيرهم من القبط ) فأمليت للكافرين ( أى أخرت عنهم العقوبة وأمهلتهم والفاء لترتيب الإمهال على التكذيب ) ثم أخذتهم ( أى أخذت كل فريق من المكذبين بالعذاب بعد انقضاء مدة الإمهال ) فكيف كان نكير ( هذا الاستفهام للتقرير أى فانظر كيف كان إنكاري عليهم وتغيير ما كانوا فيه من النعم وإهلاكهم والنكير اسم
الصفحة 458
509