كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 463 """"""
الإيمان به ) فتخبت له قلوبهم ( أى تخشع وتسكن وتنقاد فإن الإيمان به وإخبات القلوب له لا يمكن أن يكونا تمكين من الشيطان بل للقرآن ) وإن الله لهاد الذين آمنوا ( فى أمور دينهم ) إلى صراط مستقيم ( أى طريق صحيح لا عوج به وقرأ أبو حيوة ) وإن الله لهاد الذين آمنوا ( بالتنوين
الحج : ( 55 ) ولا يزال الذين . . . . .
) ولا يزال الذين كفروا في مرية منه ( أى فى شك من القرآن وقيل فى الدين الذى يدل عليه ذكر الصراط المستقيم وقيل فى إلقاء الشيطان فيقولون ما باله ذكر الأصنام بخير ثم رجع عن ذلك وقرأ أبو عبد الرحمن السملى ) في مرية ( بضم الميم ) حتى تأتيهم الساعة ( أى القيامة ) بغتة ( أى فجأة ) أو يأتيهم عذاب يوم عقيم ( وهو يوم القيامة لأنه لا يوم بعده فكان بهذا الاعتبار عقيما والعقيم فى اللغة من لا يكون له ولد ولما كانت الأيام تتوالى جعل ذلك كهيئة الولادة ولما لم يكن بعد ذلك اليوم يوم وصف بالعقم وقيل يوم حرب يقتلون فيه كيوم بدر وقيل إن اليوم وصف بالعقم لأنه لا رأفة فيه ولا رحمة فكأنه عقيم من الخير ومنه قوله تعالى ) أرسلنا عليهم الريح العقيم ( أى التى لا خير فيها ولا تأتي بمطر
الحج : ( 56 ) الملك يومئذ لله . . . . .
) الملك يومئذ لله ( أى السلطان القاهر والاستيلاء التام يوم القيامة لله سبحانه وحده لا منازع له فيه ولا مدافع له عنه وجملة ) يحكم بينهم ( مستأنفة جوابا عن سؤال مقدر ثم فسر هذا الحكم بقوله سبحانه ) فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم ( أى كائنون فيها مستقرون فى أرضها منغمسون فى نعيمها
الحج : ( 57 ) والذين كفروا وكذبوا . . . . .
) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ( أى جمعوا بين الكفر بالله والتكذيب بآياته ) فأولئك لهم عذاب مهين ( أى عذاب متصف بأنه مهين للمعذبين بالغ منهم المبلغ العظيم
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج عبد بن حميد وابن الأنباري فى المصاحف عن عمرو بن دينار قال كان ابن عباس يقرأ ? وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث ? وأخرج ان أبى حاتم عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مثله وزاد فنسخت محدث قال والمحدثون صاحب يس ولقمان ومؤمن آل فرعون وصاحب موسى وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء فى المختارة قال السيوطي بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال اقرأ علي ما جئت به فقرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فقال ما أتيتك بهذا هذا من الشيطان فأنزل الله ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ( الآية وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم قال السيوطي بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمكة النجم فذكر نحوه ولم يذكر ابن عباس وكذا رواه ابن أبى حاتم عن أبى العالية والسدى عن سعيد مرسلا ورواه عبد بن حميد عن السدى عن أبى صالح مرسلا ورواه ابن أبى حاتم عن ابن شهاب مرسلا وأخرج ابن جرير عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام نحوه مرسلا أيضا والحاصل أن جميع الروايات فى هذا الباب إما مرسلة أو منقطعة لا تقوم الحجة بشئ منها وقد أسلفنا عن الحفاظ فى أول هذا البحث ما فيه كفاية وفى الباب روايات من أحب الوقوف على جميعها فلينظرها فى الدر المنثور للسيوطي ولا يأتي التطويل بذكرها هنا بفائدة فقد عرفناك أنها جميعها لا تقوم بها الحجة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس ) إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ( يقول إذا حدث ألقى الشيطان فى حديثه وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك قال يعنى بالتمني التلاوة والقراءة ألقى الشيطان فى أمنيته فى تلاوته ) فينسخ الله ( ينسخ جبريل بأمر الله ما ألقى الشيطان على لسان النبى وأخرج
الصفحة 463
509