كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 3)
"""""" صفحة رقم 488 """"""
ابن منصور عن حفص الفزاري فى قوله ) يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ( قال ذلك عيسى بن مريم يأكل من غزل أمه وأخرجه عبدان فى الصحابة عن حفص مرفوعا وهو مرسل لأن حفصا تابعى
سورة المؤمنين الآية ( 57 67 )
المؤمنون : ( 57 ) إن الذين هم . . . . .
لما نفى سبحانه الخيرات الحقيقية عن الكفرة المتنعمين أتبع ذلك بذكر من هو أهل للخيرات عاجلا وآجلا فوصفهم بصفات أربع الأولى قوله ) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( الإشفاق الخوف تقول أنا مشفق من هذا الأمر أى خائف قيل الإشفاق هو الخشية فظاهر ما فى الآية التكرار وأجيب بحمل الخشية على العذاب أى من عذاب ربهم خائفون وبه قال الكلبي ومقاتل وأجيب أيضا بحمل الإشفاق على ما هو أثر له وهو الدوام على الطاعة أى الذين هم من خشية ربهم دائمون على طاعته وأجيب أيضا بأن الإشقاق كمال الخوف فلا تكرار وقيل هو تكرار للتأكيد
المؤمنون : ( 58 ) والذين هم بآيات . . . . .
والصفة الثانية قوله ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ( قيل المراد بالآيات هى التنزيلية وقيل هى التكوينية وقيل مجموعهما قيل وليس المراد بالإيمان بها هو التصديق بوجودها فقط فإن ذلك معلوم بالضرورة ولا يوجب المدح بل المراد التصديق بكونها دلائل وأن مدلولها حق
المؤمنون : ( 59 ) والذين هم بربهم . . . . .
والصفة الثالثة قوله ) والذين هم بربهم لا يشركون ( أى يتركون الشرك تركا كليا ظاهرا وباطنا
المؤمنون : ( 60 ) والذين يؤتون ما . . . . .
والصفة الرابعة قوله ) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ( أى يعطون ما أعطوا وقلوبهم خائفة من أجل ذلك الإعطاء يظنون أن ذلك لا ينجيهم من عذاب الله وجملة ) وقلوبهم وجلة ( فى محل نصب على الحال أى والحال أن قلوبهم خائفة أشد الخوف قال الزجاج قلوبهم خائفة لأنهم إلى ربهم راجعون وسبب الوجل هو أن يخافوا أن لا يقبل منهم ذلك على الوجه المطلوب لا مجرد رجوعهم إليه سبحانه وقيل المعنى أن من اعتقد الرجوع إلى الجزاء والحساب وعلم أن المجازي والمحاسب هو الرب الذى لا تخفى عليه خافية لم يخل من وجل قرأت عائشة وابن عباس والنخعي ? يأتون ما أتوا ? مقصورا على الإتيان قال الفراء ولو صحت هذه القراءة لم تخالف قراءة الجماعة لأن من العرب من يلزم فى الهمز الألف فى كل الحالات قال النحاس ومعنى هذه القراءة يعملون ما عملوا
المؤمنون : ( 61 ) أولئك يسارعون في . . . . .
والإشارة بقوله ) أولئك ( إلى المتصفين بهذه الصفات ومعنى ) يسارعون في الخيرات ( يبادرون بها قال الفراء والزجاج ينافسون فيها وقيل يسابقون وقرئ يسرعون ) وهم لها سابقون ( اللام للتقوية والمعنى هم
الصفحة 488
509