كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

ومن وَلد أمية الأكبر العاصُ بن أمية، كان سيدًا حكيمًا، قال له قومه: اهْجُ بني أسَد بن عبدِ العُزّى، فقال (¬1): [مجزوء الكامل]
أنَّى أُعادي معشَرًا كانوا لنا حِصْنًا حَصينا
خُلقوا من الجَوزاء إذ خُلقوا ووالدُهم أَبونا
أبْلِغْ لديك بَني أُميةَ آية نُصحًا مُبينا (¬2)
أنَّا خُلِقنا مُصْلِحين وما خُلِقْنا مُفْسدينا
وولد أبو العِيص بنُ أُمَيَّة الأكبرِ أَسيدًا أبا عَتَّاب بن أَسيد، عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مكة.
وأمَّا العاص بن أمية، فولد سعيد بن العاص، وكنيته أبو أُحَيْحَة.
وأمَّا أبو العاص بن أمية فولد عفَّانا أبا عثمان - رضي الله عنه -، والحكمَ أبا مروان.
عدنا إلى أولاد عبد شمس
فمنهم: أمية الأصغر، وعبد أمية، ونَوْفَل، وأمهم: عَبْلةُ بنت عُبيد بن جاذِل من بني تميم من البَراجِم (¬3)، ويُدْعَون العَبَلات لأجل أمهم. وأولادُ أميةَ الأصغر بمكةَ، ومنهم الثُّريا التي شبُّبَ بها عُمر بن أبي ربيعةَ. وبنو عبد أُميَّةَ ونَوْفل بالشام.
ومنهم: حَبيبُ بنُ عبدِ شمس، فوَلَدُه ربيعةُ جد عامر بن كُرَيز بن ربيعة، وسَمُرة بن حبيب، وكان له أمَةٌ سوداء يقال لها: زَبيبة (¬4). وأخوه لأمِّه أبو جُمعة الشاعر جد كُثيِّر بن عبد الرحمن بن أبي جُمْعَة (¬5).
¬__________
(¬1) الأبيات في "نسب قريش" ص 99، و"جمهرة نسب قريش" ص 431، و"أنساب الأشراف" 4/ 6.
(¬2) الآية: الرسالة.
(¬3) البراجم: هم قوم من بني حنظلة بن مالك، قال لهم حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة: أيتها القبائل التي ذهب عددها، تعالوا فلنجتمع فنكن كبراجم كفي هذه، ففعلوا فسموا بذلك.
(¬4) كذا جاءت العبارة في النسخ، وفي "المعارف" ص 73: وسمرة بن حبيب وكانت أمه سوداء تسمى زبيبة.
(¬5) كذا جاءت العبارة في النسخ، وفي "المعارف" ص 73: وأخوه لأمه أبو جمعة، جد كُثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الشاعر. وانظر "الإصابة" 4/ 37.

الصفحة 22