كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

الخُمس مَحْمِيَةَ بنَ جَزْءٍ الزُّبيدي، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن زيد الأنصاري إلى نجد بسبايا من قريظة، فابتاع له بها خيلًا وسلاحًا (¬1).
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَهب ويَعتق من الخُمس، واصطفى رَيحانة بنت عمرو بن جُنافة، وكانت عنده حتى توفي عنها وهي في مِلكه، وكان أراد أن يتزوجها فأبت، وقالت: إذا كنت في المِلْكة، كان أخفَّ عليَّ وعليك. ولما سباها، أقامت مدة على يهوديتها، فهجرها حتى أسلمت، وبشره بإسلامها ثعلبةُ بنُ سَعْيَةَ فَسُرَّ بها (¬2).
* * *

وفيها: سقط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفرس، فجُحش على شقه الأيمن.
قال الإِمام أحمد بن حنبل: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمَّد بن عمرو، حدثنا علي بن خلَّاد، عن أبيه، عن ثابت، عن أنس قال: سَقَط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فَرَس، فَجُحِشَ شِقه الأَيمنُ، فدخلوا عليه فصلى بهم قاعدًا وأشار إليهم أن اقعدوا، فلما سلم قال: "إِنَّما جُعِلَ الإمامُ إمامًا ليُؤْتَمَّ به، فلا تَختَلِفوا عليه، فَإذا كَبَّر فكَبِّروا, وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا صَلَّى قاعِدًا فَصلُّوا خلفه قعودًا". أخرجاه في "الصحيحين (¬3) ".
* * *

وفيها فُرضَ الحج (¬4)، قال الإِمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعْمر، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قدم وفْدُ ضِمامِ بن ثَعلبةَ من بني سَعْد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة خمس من الهجرة، فذكر لهم فرائض الإِسلام من الصَّلاة، والزَّكاة، والصَّيام، والحجَّ (¬5).
¬__________
(¬1) "السيرة" 2/ 244 - 245، وانظر 2/ 361.
(¬2) "السيرة" 2/ 245.
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (12656)، والبخاري (805)، ومسلم (411)، وقوله: "فلا تختلفوا عليه" هو من حديث أبي هريرة عند البخاري (722) ومسلم (414).
(¬4) في "البداية والنهاية" 4/ 180: أنه فرض في سنة ست وهو الأصح كما رجحه ابن حجر في "الفتح" 3/ 378.
(¬5) لم نقف عليه في "المسند" من حديث ابن عمر، وهو في "المسند" (2254) من حديث ابن عباس، وليس فيه ذكر للسنة الخامسة.

الصفحة 354