كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

وقالت أسماء بنت يزيد: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأم سعد بن معاذ: "أَلَا يَرقأُ دَمعُكِ ويَذهَبُ حُزنُكِ، فإنَّ ابنَكِ أَوَّلُ مَن ضَحِكَ الله لَه، واهتَزَّ له العَرشُ" (¬1).
وروى الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لَقَد اهتَزَّ عَرشُ الرَّحمنِ لوفاةِ سَعدٍ". فرحًا به، قوله: فرحًا به، تفسير من الحسن (¬2).
وقال البخاري يرفعه إلى جابر بن عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اهتَزَّ العَرشُ لموتِ سَعدِ بن معاذٍ". فقال رجل لجابر: فإن البراءَ يقول: "اهتَزَّ السَّريرُ". فقال: إِنَّه كان بين هذين الحيين ضغائنُ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اهتَزَّ عَرشُ الرَّحمنِ لموتِ سَعدِ ابن معاذٍ" (¬3).
وعن البراء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتيَ بثوبِ حريرٍ فجعلَ أصحابُه يتعجَّبون من لينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمناديلُ سَعدِ بن مُعاذٍ في الجنَّةِ أَلْيَنُ مِن هَذا" (¬4).
وأُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلم بجُبَّةٍ من ديباجٍ منسوجةٍ بالذهب، بعث بها أُكَيْدِرُ دُوْمةِ الجَنْدَل في غَزاةِ تبوك، فعجب الناسُ منها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَعجَبونَ منها، لَمَنادِيلُ سَعدٍ في الجنَّة أَحسَنُ مِمَّا تَرَونَ" (¬5).
وكان لسعد - رضي الله عنه - من الولد: عمرو وعبد الله، أمهما هند بنت سِماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
وكان لعمرو بن سعد من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة، منهم: عبد الله بن عمرو، قُتِلَ يومَ الحَرَّة، ولسعدِ بن معاذٍ عَقِبٌ (¬6).
أسند سعد الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (27581) وتقدم قريبًا.
(¬2) "الطبقات الكبرى" 3/ 401.
(¬3) أخرجه البخاري (3803).
(¬4) أخرجه البخاري (3802)، ومسلم (2468).
(¬5) أخرجه البخاري (2615)، ومسلم (2469) من حديث أنس - رضي الله عنه -.
(¬6) "الطبقات الكبرى" 3/ 389.

الصفحة 359