كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

السنة السادسة من الهجرة
فيها: كانت سرية محمد بن مَسْلَمة الأنصاري (¬1) لعشرٍ خَلَوْنَ من المحرم إلى القُرَطاءِ، بطنٍ من بني كلاب، كانوا ينزلون ماءً يقال له: البَكَرات قريبًا من ضَرِيَّةَ، وبين ضَرِيَّةَ والمدينةِ سبعُ ليال، فشنَّ عليهم الغارة، وأسر ثُمامةُ بن أُثال الحَنَفي وقتل منهم جماعة، وساق مئة وخمسين بعيرًا، وثلاثة آلاف شاة، وغاب عن المدينة تسع عشرة ليلة.
وفيها: كانت غزاةُ بني لِحيان (¬2) في ربيع الأول، وقيل: في جمادى الأولى. خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة في مئتي رجل، واستخلف عليها ابنَ أم مَكتوم، وأظهر أنه يريد الشام، وسار نحو عُسْفانَ في طلب ثأر خُبَيْب بن عدي وأصحابه، وسلك على جبل يقال له: غُراب قريبًا من المدينة في طريق الشام، ثم عطف نحو ناحية المَحَجَّة فنزل على ماء لبني لَحيان يقال له: غُرَان، في واد بينه وبين عُسْفان خمسُ ليالي حيث كان مُصابُ أصحاب بئر مَعونة، فنزل هناك فترحَّم عليهم واستغفر لهم.
وسمعتْ به بنو لحيان فهربوا إلى رؤوس الجبال، وبعث أبا بكر رضوان الله عليه في عشرة، فوصل إلى كُراعِ الغَميم ليُرْعِبَ أهلَ مكة، وقيل: في هذه الغزاة مر رسول - صلى الله عليه وسلم - بقبر آمنة بعُسْفان.
وفيها: كانت غزاة الغابة (¬3) في ربيع الأول، ويقال لها: غزاة ذي قَرَدٍ، وهي على بَريدٍ من المدينة.
¬__________
(¬1) "المغازي" 2/ 534، و"الطبقات الكبرى" 2/ 74، و"أنساب الأشراف" 1/ 454، و"المنتظم" 3/ 249، و"البداية والنهاية" 4/ 149.
(¬2) "السيرة" 2/ 279، و"المغازي" 2/ 535، و"الطبقات الكبرى" 2/ 74، و"أنساب الأشراف" 1/ 415 - 416، و"تاريخ الطبري" 2/ 595، و"دلائل النبوة" للبيهقي 3/ 364، و"المنتظم" 3/ 249، و"البداية والنهاية" 4/ 81.
(¬3) "السيرة" 2/ 581، و"المغازي" 2/ 537، و"الطبقات الكبرى" 2/ 76، و"أنساب الأشراف" 1/ 416، و"تاريخ الطبري" 2/ 596، و"المنتظم" 3/ 251، و"البداية والنهاية" 4/ 150.

الصفحة 361